“بيرْكِنسونْ” الحكومة !
شعاركم: لا خوف على البنية ” الحكوميّة” اللبنانيّة!
وكيف لا نخاف، مادامت اتجاهاتكم، وهزّاتكم ونكساتكم، تعارض طموحاتنا ” الخلاصيّة” التي باتت تعيش حرب الرعب السياسي!!!
وضعنا المأساوي، بات يسكن مسامنا، ويزرع في ذواتنا حالات عصبية جنونيّة… وكل هذا لأن وضع السياسيّ التشاوريّ أصبح من سابع المستحيلات، بعدما حوّلتم عنصر الدهشة الانقاذي إلى رشفة “بيرْكِنسونيّة” حكوميّة سياسيّة بامتياز. وضعنا السياسي الأنانيّ، المحرج، المذل، الذاهب إلى جهنّم، يذكرنا بهذه القصة الصغيرة.
علم ختيار أن عزرائيل آتٍ في القريب العاجل ليقبض على روحه وبأنه يحصد أرواح العجائز ويترك الأطفال . أحضر الختيار السيريلاك، وجلس يأكل كالأطفال بملعقةٍ صغيرة، فإذا بعزرائيل يصل إليه ويسأله:
– ماذا تأكل يا أيها الختيار ؟
– فأجابه الختيار بتأتأة وبراءة الأطفال: ” نَنّي نَنّي “
فأجابه عزرائيل مادًّا له يده قائلا: يلا مَشي تِش، باي باي!
ألا يشبه وضع الختيار وضعنا السياسي اليوم؟ عندما علم المسؤولون أن العقوبات ستطال كل من حاول جر لبنان إلى الهاوية القاتلة، بدأوا يتظاهرون ببراءة الأطفال، ظنًا منهم أنّهم يستطيعون التهرّب.. ولكنّ ساعة الصفر أتية، آتية، وستقول لكل مسؤول ” عبّى”جيوبه من جيوب الآخرين : “يلا مَشي تِش باي باي…!
هاجر طائر الحنين والتحنّن ناقوس العقاب. واحتلّ مكانه طائر الطائف في طوافات المراحل العقابية ليصل إلى الهدف المنشود، وهدفه اليوم هو الحياة المتواصلة بالحياة. شبعنا انقسامات، إنّنا نعيش في بلد فلتان. لا مقاييس فيه، ولا عقائد صحيحة، ولا أعراف تحترم، وتضبط فجوره، وتبتكر له المفاعيل والموازين الصحيحة. دفعنا ثمن زمن الاحتيال غاليًا وما زلنا ندفع، على أمل أن يصحو الضمير ويتوقف عن بيع الحريات كالعقاقير المعقّمة، وكأنّها سلعة وليست قيمة.
صونيا الأشقر