بين السُبات العميق وقعر الهاوية السحيق!
طالعتنا الدولة العليّة بمرسوم “إعطاء مساعدة اجتماعية مؤقّتة على سبيل التسوية لجميع العاملين في القطاع العام مهما كانت مسمّياتهم الوظيفية، والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي، ابتداءً من 1/1/2022 وإلى حين إقرار مشروع الموازنة العامة لعام 2022 ! لا يعجبني ذلك ليس لأن جزءاً من هؤلاء لا يستأهلون تلك الزيادة أو أكثر! بل لأنها تشمل غير العاملين والمتقاعسين والغائبين والمحسوبين والمستزلمين والمدحوشين والمدفوشين والمنفوشين والمرتشين… وهم يتخطّون بعددهم نصف عدد موظفي القطاع العام! وطالما أقرّت الحكومة بأن هذه المساعدة تشمل كل العاملين فلتتفضّل وتقول لنا كم هو عدد العاملين الفعليين؟! بالطبع هي لا تعلم أو آخر مَن يعلم أو تعلم وتُدير الأذن الطرشاء! وهي بالأساس ليس لديها أرقام محددة ودقيقة عن عدد موظفي القطاع العام!! في دولة “كل مين إيدو إلو”! فحكومة آخر زمان تُعيد الى الأذهان مجزرة سلسلة الرتب والرواتب قبيل انتخابات 2018 بسيناريو آخر عشية انتخابات 2022! برشوة انتخابية فاضحة ومفضوحة! وكل ذلك على حِساب ومن حِساب غالبية اللبنانيين وبالأخص المودعين من بينهم المسروقين والمنهوبين من عصابة الآذاريين وشركاؤها الأيّاريين والمصرفيين والمتصرّفين والساسة المتسوّسين! ومَن يقول لنا متى وأين وكيف ستُقرّ الموازنة الموعودة؟! وماذا ينتظر اللبنانيين وماذا سيحلّ بهم جرّاء دولارها الجمركي وزيادة ضرائبها وضرباتها ومضارباتها “وضروبتها”؟! طبعاً الأسئلة كثيرة لكن لا أجوبة شافية من طبقة أطاحت بالعافية! عافية الوطن والمواطنين لتبقيهم مذلولين على أعتاب الإقطاعيين! فهل يستفيق اللبنانيون من سُباتهم العميق أم يبقون في قعر الهاوية السحيق؟!
انطوان ابوجودة