بين العُسرِ واليُسرِ شَعْرَة!
إنّه زمنُ الفوضى، وستتضاعف الفوضى في الأشهر القادمة، إن لم يكن في لبنان، ولكنّها ستعمّ الإقليم والعالَم. زلازلُ وغاراتٌ حربيّة ومظاهرات وسقوط عروش، وما هي إلاّ البداية، وعندما ستكرُّ الحبّة الأكبر من السُّبحة، ستتبعُها الأصغر.
وإذا ما أرادت دول القرار (على الأقل لغاية هذه السّاعة) مساعدة لبنان ودعمه وانتشاله من مأزقه الإقتصاديّ والسياسيّ الذي أقحمه به زعماء الحرب (الذين لن تطول حياتهم السياسيّة)، ربّما لكي يبقى واحة أمان ومُتَنَفَّس اقتصاديّ وسياسيّ لهم ولحلفائهم.
توازيًا، يعملُ أصحاب العقول الموبوءة من السياسيّين ومن يحرّكهم إلى حَرف أنظار المجتمع اللبنانيّ أو ما يُسمّى بالرّأي العالم نحو حدثٍ آخر أكثر ألمًا، قد يحوّل اهتمام الشّعب والقضاء والإعلام عن فسادِهم وادّعاءات القضاء ضدّهم وافتضاح أمرهم، وهو حدثٌ قد يكون من افتعالهم، وبعد ذلك سينسحبون وكأنّ شيئًا لم يكن، دون مُحاسبة ولا مُساءلة ولا عقاب. ولأنّ أمثال هؤلاء لا يُحاسبون سجنًا، بل رميًا بالرّصاص أو عندما يستيعد الله أمانته (ميتة طبيعيّة)، ولكن بعد ذلك “البكاء وصريف الأسنان”.
في المحصّلة، لن يستطيع أحدٌ من حلقة “اللّؤم السياسية والإقتصادية” في لبنان من إطالة عمره ولو لساعة واحدة، وأوّلها جمعية المصارف المرتبطة برياض سلامة ومؤسسات رسمية وخاصة وزعماء المافيات الطائفيّة في لبنان وجهات فردية ومحلية ودولية وقلناها في مقالة سابقة: بدأ السّقوط الجماعيّ وبدأت أجراس النهاية تدقّ ولو كان صوتها لازال بعيدًا، والدّليل الأكبر هو تفاقم الأزمة، وبعد الشدّة فرج.
إدمون بو داغر