بين ” اليمين” و” اليسار” !
أنا أعرف …. الآخرون يعرفون … كلّنا نعرف، أنّ المستقبل ليس مزحة سياسية، أو بيانًا غبيًا، وأيضًا ليس ( تنكيتًا حضاريًا) في صالونات بورجوازية !
اليوم، المستقبل يتحدى؟ أجل. إنّه مليء بالأسرار، تنزرع رموزه في أحلامٍ لا يحسن تفسيرها سوى من تفرّدوا بقدرة الاكتشاف، والوعي، والتفاني، والصبر البلاحدود!
أمام المستقبل، يقف جيل التغيير، محاولاً محاورته، محاورة قضاياه الأساسيّة؛ السياسة المنقذة، الحرية، المعرفة، الاقتصاد والثقافة؛ كلّها ضمن إطار السؤال الموجع الكبير: لماذا؟
أمور مستقبلية كثيرة، غير مرئية، ليست في حسبان أحد من المسؤولين، بل هي فقط في ضمائر الذين أدركوا أن أصوات الأجيال الصاعدة ضد هذا الواقع المباشر المتفق عليه، والذي تمت صياغته على الشكل الذي يراه هؤلاء المسؤولون، ستجعل منه عالمًا مرفوضًا من أساسه في جميع قوانينه وتفاصيله، لأنّه لم يعد يتسع لمطامح الأجيال الصاعدة، وأشواقها، ورؤاها المتوهجة في عالم المستقبل.
كلمة ” لا الجارحة” بالنسبة إليكم، أصبحت بالنسبة إلينا ” لا العظيمة” لأنّ أسسها مبنية على الثورة الحقيقية التي شكلها الخارجي والداخلي هدفه أصوات التغيير النابعة من توق المواطنين نحو تخطي هذه المرحلة الصعبة التي أنهكت لبنان!
مَن قال إنّكم تستطيعون إلغاء دور ثورتنا الحقيقية؟
فالثورة الحقيقية هي المحور بين ” اليمين” و” اليسار” لأنّها فوق المتاجرة الرخيصة بالإنسان، فوق اليسار واليمين، وفوق حذفها من خريطة الوجود اللبناني!
الثورة باقية، وستتخطّى أخطاء “اليمين ” واليسار” لأنّها أكبر من أيّة عملية تصنيف، ولن تضيع في دهاليزكم، كونها طالعة من تعب الناس، وهواجسهم، وكبتهم، وسحقهم تحت شر النظم والقوانين التي حُوّرت، حتى تسخّر لخدمة فئة مسيطرة من الناس، وليس لخدمة الشعب الذي هو كل الناس!
صونيا الاشقر