تاريخ الـHolocaust يُعيدُ نفسَه!
وُسمَت معظم الدّول والمؤسسات الدوليّة الحقوقية وسواها بعارِ الصّمت، ولم يعدْ يخفى على أحدٍ أنّها شريكة في إعادة حياء الـHolocaust في غزّة، وصمتُها خيرُ دليلٍ على إجرامها.
لقد رصد الدّفاع المدني في غزّة حتّى تاريخ 18 آب 2024 ما يُقارب 1760 شهيدًا واختفاء أيّ أثرٍ لهم بسبب استخدام الاحتلال أسلحة مُحرّمة دوليًّا في قصفه للقطاع. وأضاف الدّفاع المدني الفلسطيني: “إنّ إلقاء الاحتلال لقرابة 85.000 طن من المتفجّرات على قطاع غزّة تسبّب في تدمير ما يزيد عن 80% من البنية الحضريّة و90% من البنية التحتيّة، ومنها 17% من الأسلحة التي لم تنفجر، وتُعتَبَرُ مُخلَّفاتٍ خطيرة“. وبعد كلّ ذلك ينتهي الأمر بالولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل إلى الإلتفاف وراء دماءٍ صرخت إلى باريها لفرض صفقة غير إنسانية.
لقد عاد زمن العيّاش إلى “تل أبيب” لتتيقّن إسرائيل أن ليس كلّ من اغتالته مات، وهي اليوم تقع بين صناعة يحيى عياش وحياكة يحيى السنوار حيث التفاوض يُغزَلُ أيضًا بخيوطٍ صلبة من تحت الأرض. وإلى قلب “تل أبيب“ وصلت العمليّات الإنتقامية من مهندسها، وذلك بعد توقّفٍ دامَ اثني عَشَرَ عامًا. وقد تبنّت الحركتان حماس والجهاد عمليّة انفجار “تل أبيب“. وكما حدث خلال عملية السابع من أوكتبر، اخترق أحدُ الجهاديين غلاف “غوش دان” في ذروة الإستنفار الأمني والإستخباراتي الإسرائليين.
“في المفاوضات انتهت الحفلة” على حدّ تعبير “يديعوت أحرونوت” والجولة الثانية من مسرحيّة المفاوضات عُقدت في القاهرة أقلّه شكلاً، وهي صفقة أميركية بحجم إسرائيل إذ إنّها قزّمت وقفَ إطلاق النار إلى “هدنة” مع الاحتفاظ بشروط نتنياهو العاقرة التي تُبقي على احتلال إسرائيل لقطاع غزّة ولممرّ “نيتساريم“ لمراقبة العائدين من الشمال والجنوب ولمحور فيلاديلفيا وترفع عدد المعتقلين التي تطالب بتحريرهم إلى 150 لترحلّهم خارج فلسطين. وبهذه الصفقة التعجيزيّة تجرّد حماس من أوراقها.
والمُريب في الأمر أنّ مصر دخلت وسيطًا لحلّ أزمة محور فيلاديلفيا وهو في صلب سيادتها وشريانٌ من شرايين مصر الجغرافية والتاريخية. وإنّ مجرّد احتلاله ورفع العَلَم الإسرائيليّ عليه يُعدُّ انتهاكًا لاتفاقية “كامب ديفيد“ واعتداءً سافرًا على كرامة مصر الوطنية. ومَن غطّى عَورةَ هذا الإذلال المصريّ هي الجزائر، الدولة التي أنقذت لبنان من تيّار الظلام وخرج رئيسُها عبد المجيد تبون من صلة الرّحم مطالبًا العالَم بفتح الحدود نحو فلسطين وداعيًا العرب الذين لم يثقوا بإيران أن يثقوا بأمّة المليون ونصف المليون شهيد.
ادمون بو داغر