تاريخ مُستَنسَخ بصيغة أخبث!
بدأ التّنقيب عن الرّئيس مع حفّارات اللّجنة الخماسيّة، وهذه الحفّارات أنفسُها لا تعلَمُ إذا ما كانت ستغرقُ في سراديب عمليّة التنقيب هذه أم أنّها ستعومُ على رئيسٍ مشبع بغازات صناعيّة أميركية- أوروبيّة أم شرقيّة مُمانعة للغرب وأخواتِه.
وتتزامنُ عمليّة التنقيب هذه على وقع مغادرة سعد الحريري ساحات بيروت، ومن دون أن نعلَم إذا ما كان سيُزاولُ “مهنة السياسة” من جديد، لأنّه وبحسب مفهوم بعض البطّالين في المجال السياسيّ اللبنانيّ أصبحت السياسة “مهنة” يكسبون منها قوتَهم، بل ما يفيض عن هذا القوت، بل “تجارة” تبغي الرّبح، والرّبح السريع. وسعد الحريري ومن شاكله يقعون في هذه الخانة.
وتتمايلُ هذه الأحداث الداخليّة على قرعِ طبولِ حربٍ نازيّةٍ متجدّدة بحلّة صهيونيّة بشخص بنيامين نتنياهو وريث أدولف هتلر السفّاح، في حينٍ أنّه بالنّسبة لهذا الأخير كان العدوّ اللّدود على الإطلاق اليهوديّ والصهيونية والماسونية ومن شاكلها. وها هو التاريخ يُعيد نفسه بقطبيْن متنافرَين تصبغهما دماء بريئة.
ولا نستغربنّ إذا ما نزلَ أيضًا نار وكبريت من السّماء على غرار ما حصل في صادوم وعمورة، بما أنّ التاريخ هو في إعادة لنفسه ولكن بظروف تكنولوجية أكثر تطوّرًا من ذي قبل.
إدمون بو داغر