تحت المظلّة …
نلف وندور، نموت وتتعرض حقوقنا للاغتصاب، نذلّ في اليوم ألف مذلّة، نستعطي لوازم حياتنا الأوّلية، نتوسل من أجل علبة حليب وكيلو رز، ننام وفي قلوبنا خوف مما قد لا نستطيع العيش من دونه غداً، وفي رأسنا ألف كابوس يدور، مرحلة مستمرة منذ أكثر من عام يتحكّم بها دولار السوق السوداء ومًن وراءه من وسخين ويستمر الوضع بالتأزم في ظلّ مسرحيات سياسية لا تنتهي بحثاً عن مظلّة.
“ونيّال يلي عندو مظلّة بهالأيام”، هي صحيح أيامنا سوداء ولكن من الصعب انجاز أي شيء أو انقاذ ما تبقّى إلاّ تحت مظلّة خارجيّة. المظلّة الداخلية لم تعد تنفع ولكن مع الأسف الخارج حالياً “مش فاضيلنا” همومه كبيرة في هذه الفترة فيكتفي بالتظليل مراهناً على حب اللبناني للحياة وتمسكه بها وقدرته الخارقة على التأقلم مهما اشتدت الأزمات الى أن تتبلور صورة واضحة للاصطفافات وبالتالي للنفوذ في الشرق الأوسط و “نطور أيها الكديش اللبناني نطور الحشيش.”
أتانا “غريندايزر” جوقة السابقين بجرعة إيجابية وكأن الكلام ينطلي على أحد، حاملاً في طياته أملاً بالانفتاح على الجميع وهدفاً بتشكيل حكومة تتلاءم مع الشروط الفرنسية فتنال الرضى. ولكن لماذا سيتمكن هو من إنجاز ما “تنَّح” على إنجازه الحريري ولم يتمكّن؟ طبعاً السبب المظلّة ولكن هل فعلاً هي بيده؟ من أين سيأتي بـ “اختصاصيين غير حزبيين” إن كان يطلب رضى الأحزاب؟ من أين ستأتي لحكومته بالثقة إن لم يرضِ هذه الأحزاب علماً أنها بغالبيتها “لا تريد المشاركة بالحكومة” ولبست دور الحمل المسهّل “المبهبط” عليها. نحن في مرحلة من الاستنزاف نقبل فيها بأي حل يأتي من أي كان ولكن هل الإنقاذ آت مع تشكيل حكومة ميقاتي الذي نقم عليه الشعب سابقاً واليوم يلعب دور المنقذ؟
اليانا بدران