تخاذل العربان وتواطؤ الغربان!
لم تقدّم القمم العربية منذ نشأتها للعرب شيئاً سوى البيانات الإنشائية والبكاء على الأطلال! وبالأحرى أخّرتهم وجلَبت آخرتهم! فيما الناس تموت حرباً وقتلاً وجوعاً وتشريداً! وفي المقابل معزوفة ممجوجة من”إدانة وتنديد وتحذير ومطالبة ودعم ورفض واستنكار”! ما يدل على حجم الإستهتار! والمضحك المبكي في هذه القمة أنها انعقدت بشكل طارىء بعد أكثر من شهر على بداية حرب غزة! فإذا كان الطارىء كذلك فكيف يكون غير الطارىء؟! ولا يكفينا العربان والغربان حتى تأتينا إيران كما بني عثمان! من طهران والأمبراطورية الفارسية إلى أردوغان والسلطنة العثمانية! أطماع توسّعية وأفكار جهنّمية! حسابات إقليمية ومصالح دولية! من طريق الهند إلى مرفأ حيفا! ومن طريق الحرير الصينية إلى مرفأ بيروت الضحية! من قناة السويس إلى قناة بن غوريون! من الضفة إلى الجنوب اللبناني! ومن غزة إلى سيناء! وبينهم الدب الروسي في اللاذقية! وحقول الغاز والنفط المتوسطية والمصالح الفرنسية! والمخططات الأميركية! وفي كل الأحوال الشعب الفلسطيني كما الشعب اللبناني وغيرهم مطروقين! بين مطرقة إسرائيل وسندان الأنظمة العربية! وكما العربان من الشرق متخاذلين كذلك الغربان من الغرب متواطئين! على حِساب فلسطين ومن حِساب اللبنانيين!
انطوان ابوجودة