“تربيح جْميلة” وحماسة عاطفيّة!
هناك الكثير من الحسابات والرّهانات الخاطئة والمغلوطة، والمُفارقات والتّناقُضات الذهنيّة المُضحكة النّاتجة عن هَلْوسَة الشّعوب برمّتها وليس فقط الشّعب اللّبناني، بسبب يأسِهم…! والمُتَبَصّر جيّدًا بالأحداث الكونيّة، سَيَرَى أنّ الرّهانات الخاطئة لم تَطَلْ فقط الشّعبَ اللّبناني. مِن هُنا، سَنَسردُ هذه المُفارقات مع نفحة تحليليّة لمُستقبلٍ قريب:
لبنانيًّا:
- هُناكَ فارقٌ مُضحكٌ بين أن تطالَ العُقوبات كلّ الفاسدين في الدّولة اللّبنانيّة على حدّ سواء، وبين أن تطالَ فاسدًا واحدًا. لا سيّما وأنّ العُقوبات التي تُطلَق هي ناتجة عن أهدافٍ مُبطّنة، وليس عن مُحاكمات ومعلومات واضحة وبيّنات مُقنعة، علمًا أنّ مُعظمَ مَن في الدّولة اللّبنانية هم فاسدون.
- هُناك فارقٌ كبير بين أن نَتَوجّه إلى الشّعب اللّبناني بصراحة مُطلقة، مُبيّنين أخطاءنا قبل حَسَنَاتِنا والتي بمُعظمِها مُزيّفة، وبيْن أن نظهَرَ على الإعلام “مربحينُن جميلة” بتحقيق أمجادٍ لم تتحقّق أصلاً.
- هُناك فارقٌ كبير بين أن نحملَ صوت الذين لا صوتَ لهم، وقضايا الإصلاح الحقيقيّة، وبيْن أن نحملَ صاروخًا لولاية الفقيه لبلوغ المُرتجى، وكانت النّتيجة أن سقط الجميع في الهُوّة.
دوليًّا:
- ألمُفارقة الأعظم هي:
“جو بايدن” والحزب الديموقراطيّ، ليسوا من صانعي السّلام، كما يعتقد البعض. لست أدري إن كانت الشّعوب في هذه الأزمنة ستتحسّر على “دونالد ترامب” الذي بالرّغم من جنونه، تميّز بالصّراحة والعفويّة ولم يشنّ حربًا. إذًا، “وبلا طول سيرة”، لنعدْ بالذّاكرة إلى الوراء، فقط للعبرة، والتّخفيف من الحماسة العاطفيّة: الحزب الديموقراطيّ هو من استَخْدَمَ القنابلَ النوويّة على اليابان وخاض حربَ الفيتنام. وقال يومًا “جو بايدن” “بعضمة لسانو”: “أنا صهيونيّ حتّى وإن لمْ أكنْ يهوديًّا، وإسرائيل ضرورة لأمن يهود العَالَم”! فهل سنخوض هذه المرّة حربًا عالميّة أم حربًا إقليميّة؟
إدمون بو داغر