تسعة اشهر من عمر وطن.. يحتضر!
تسعة اشهر من المماطلة بحجج زائفة…
تسعة اشهر من الكلام الفارغ والوعود الكاذبة…
تسعة اشهر من السجال العقيم حول صلاحيات واهية…
تسعة اشهر من اجتهادات حول دستور افرغوه من محتواه …
تسعة اشهر من التلطي وراء “شرف الطائفة”…
تسعة اشهر بانتظار رضى سعودي ونووي ايراني، لا دخل لنا بالاثنين…
تسعة اشهر بانتظار تكليف تحوّل الى جبهة ممانعة بل تخريب.
والنتيجة : تسعة اشهر ضاعت من عمر وطن ينزف، وبات يحتضر بسببكم.
يا أسياد القصورالسوداوية، والجاه المزيّف، والمال القذر، والألقاب الفضفاضة، لو شكّلتم منذ تسعة أشهر لكنّا اليوم على طريق الشفاء بأضرارأقل بكثير. ماذا كسبتم من هدركم هذا الوقت الحيوي؟ خسرتم كل ما راهنتم عليه بل اكثر بكثير، فلا العاهل السعودي رضي، ولا المصري او التركي اكترث، ولا الرؤساء الذين زرتموهم باهتياج هستيري تضامنوا معكم. وفي النتيجة فقدتم المصداقية الدولية وفي مقدمتها الثقة الفرنسية الثمينة.
اما “العصب السني”، او الشيعي، او المسيحي، او الدرزي.. الذي عوّلتم على كسبه، فحذار لأن المواطنين جائعون بسببكم، وسيقلبون السحر على الساحر وانتخابات نقابة المهندسين خير دليل على ذلك.
تعطيل التكليف بعد التأليف!
“الامر لا يصدّق. الحكام مجرمون.. لكن اين الشعب؟” هذا ما يردده المسؤولون الغربيون بمستهل اللقاءات الرسمية المتعلقة بلبنان،وبالأخص بموضوع العقوبات.الجميع يغسل يديه بعدما نحروا الوطن، والآن يريدون تعطيل التكليف بعدما عطلوا التأليف؟
حذار من اللعب بمصيرنا، فاللقاء الذي دعت اليه فرنسا في الرابع من آب هو فرصتنا الأخيرة.
حذار من الاستمرار بالفراغ لأن المانحين سيكتفون بمساعدات زهيدة، فيما لو انجزتم الحكومة المرجوة سنحصل على ما يكفي للجم الانهيار وبدء مسارنا صعودا.
حذار الاستمرار باللعب بالنار.. فإن لم تتحملوا مسؤولياتكم وتشكّلوا بسرعة فائقة، سترتكبون خيانة عظمى تؤدي الى المحاسبة الشعبية والدولية. وسينتهي عندها العهد وتقعون جميعكم بالمحظور.
واعذر من انذر.
جوزف مكرزل