تغيير الموطن !!!
…اختلفت وجهات النّظر السّياسيّة اللّبنانيّة، وتقاسمتها وجهات الدّول الخارجيّة العظمى الخمس، وبدأ نحيب الدّول الصغرى (النّامية) يصدح بصوت الحقّ رويدًا رويدًا، وكأنّ نحيبها لم يعد محبّبًا، وبالتالي التّعامل معها لا يحتاج إلى “البروتوكول”، فالحدود مشرّعة، والطّبول مستنفرة، والحلول معقّدة، وكلّ ما تحتاجه الدّول العظمى هو فقط اتّصالٌ بسيطٌ مشروطٌ بمواقف تناسبها، عندها يصمت النّحيب، وتختفي معالم التّهليل والتّبجيل، وكلّ هذا لأنّ “الأوكي” لُفِظتْ!!!
وأمام هذا الخيار التّغييريّ الغربيّ، توّجهت الاتّجاهات السّياسيّة الشّرقيّة إلى وصف أصحاب ” الأوكي” بأنّهم تافهون، ومراهقون ولا يبالون.
أين نحن من موقف الجنسيّة اللّبنانيّة الحقيقيّة؟ من العلاقة التّنظميّة اللّبنانيّة بين الأفراد والّدولة؟ فالجواب: محكّمةٌ غربيّة، أمّا التّنفيذ، فهو داخليٌ بامتياز، وهنا يظهر عرض العضلات ” والشّاطر يهدي”.
كلّنا نعلم أنّه في الحالات الاجتماعيّة غير الطّبيعيّة، يعتبر فقدان الوطن ليس إلاّ ذريعةً كاذبةً متمثلةً بالتّبعيةٍ على جميع الصّعد. لماذا هذه التّبعيّة الموروثة في السّياسة؟ فوجود التبعيّة بين شخصين تعمل على تدميرهما معًا، فكيف إذا كانت هذه التبعيّة موجودة بين دولتين؟ وعندنا التّبعيّة متعددة الأجناس والأطراف وهذا ما أجبرنا نحن المواطنين على فقدان الإرادة الحياتيّة، وكلّ هذا بفضل شعار” تّغيير الموطن”
من قال لكم إنّنا نريد التّنازع، وهل باعتقادكم أنّ التّنازع يختلف بين موطنٍ وآخر؟ التّنازع موجودٌ عندنا، ولكن الفرق بين التّنازع وبين نزاعاتكم الشّخصيّة هو طريقة التّعامل مع الأفراد التي تريدون من خلالها تدمير طموحاتنا المعيشيّة.
من هو المنازع؟ وما المقصود بمركز النّزاع؟ وما هي حقوق والتزامات المتنازعين؟ وهل يمكن أن يتفوّق منازعٌ على آخر؟ للإجابة على هذه التّساؤلات، عليكم يا حكامنا أن تعرضوا الموضوع بين بعضكم بعضًا، وإلاّ التّنازع السّياسيّ الدّوليّ سيقع على رؤوسكم، عندها تصبح نزاعاتكم الدّاخليّة مجرّد أقصوصةٍ خارجيّة.
هذه هي نهاية تبّني النّزاعات الخارجيّة؟
صونيا الأشقر