“تمخّض الجبل.. فَأنجَبَ فأرًا!
دعونا لا نُتَّهَم لا بالعُنصريّة ولا وبالتزمّت وبخاصّةٍ ضدّ نظامٍ هو نفسُه مبنيٌّ على العُنصُريّةِ والتّمييزِ الطّائفيّ والرّافض لرأي الآخر السّياسي، والذي سَفَكَ دماءَ عددٍ كبيرٍ من اللّبنانيّين ولا زال جزءٌ كبيرٌ منهم مجهولَ المصير في مُعتقلات أسدٍ “غاشمٍ” و”غشيم”. دعونَا لا نُتَّهَم بالعُنصريّة والنّازية كما أطلقَها على بعض اللّبنانيّين فهلوي التيّار الوطنيّ الحر”، للتّعاطف مع مبايعي بشّار الأسد المُغرَم بالإنتخابات والمتعلّق بأهداب الدّيموقراطيّة الذي حرّكَ بقايا ناخبيه في لبنان لتجديد المُبَايعة له رئيسًا يُكمِلُ مشروعَ القمعِ والقتلِ وكمّ الأفواه، وآخرُ مَسخرةٍ له تحريكُ شارِعه الحاقد في مناطقَ لبنانيّة معروفةِ الإنتماء السياسيّ(باعتراف أحدِ النّاخبين صدفةً وسهوًا) والتي قدّمت شهداءً على مذابح لبنان لتحرير الوطن من ظلاميّة الإحتلال السّوري إبّان سبعينيّات وثمانينيّات وتسعينيّات وبداية القرن الحادي والعشرين.هذا وبالإضافةً إلى تحريكِ الشّارع القوميّ السوريّ في منطقة الحمرا، من بقايا النازيّة في العالم؛ عقل حزبي نازيّ وعنصريّ ومجرم، يحضّ على الكراهية والقتل، وهو خيرُ عليمٍ بأنّه لم يُحافظ على الإرث الأخلاقيّ والفكريّ لزعيمه أنطون سعادة. رحمَ الله جميعَ رجال الفكر والأخلاق!
وتوازيًا، وردًّا على مبايعة الشرّ المُطلق، لا بدّ من العَوْدة إلى القانون الدّولي للفصل نهائيًّا بالإتّهامات العمياء، إذ أصبح مبايعو سلطة العُنصريّة والنازيّة وسلاح الفوسفور الأسديّ مظلومين ومقموعين؛ وفي هذا الإطار، تنصّ المادّة 5-فقرة C من اتفاقيّة جنيف الدوليّة الخاصّة باللاّجئين، على أنّ “حقّ اللّجوء ينتفي عندما ينتفي خوفُ النّازحين من سُلطةِ دولتِهم”. وعلى هذا الأساس، سترتكز بعض الدّول الأوروبيّة في اتّخاذ القرار العادل بشأن مبايعي بشّار السّفاح.
وعن الإجتماع النّيابي الأخير لمُناقشة رسالة الشّكوى ضدّ الرّئيس المُكلّف، ولتشكيل حكومةٍ على قدر حجم “مراهق التيّار النفّاث” ، يصلحُ القول فيها: “تمخّض الجبل، فوَلَد فأرًا”!
إدمون بو داغر