توقفوا عن قتله!
من غير المسموح أن نستسلم! نعم لقد مات الأمل وصحيح أننا جُرّدنا من أقل حقوقنا لكن من غير المقبول إنسانياً وبحق أنفسنا وشهدائنا الذين استشهدوهم عن غير وجه حقّ أن نستسلم والى هذا الحدّ! هم ضمائرهم متوفاة لا بل منتحرة لكن نحن ضمائرنا لا يجب أن يقتلها ما نعيش من ظروف صعبة ومجحفة! اصحوا لأن الوطن يلفظ أنفاسه الأخيرة هو في حالة غيبوبة لا أمل في أن يصحو منها عن قريب يتوسّل أحداً أن ينتزع منه الاوكسيجين ويعلن وفاته. بحق كلّ من مات بمجزرة الرابع من آب، بحق كلّ حلم تكسّر بوطن ودولة، بحق كل شاب ترك حب حياته بسبب الظروف الاقتصادية، بحق كلّ فتاة تحرم نفسها من كلمة أُم كي لا تنجب طفلاً يحمل الهوية اللبنانية فيعيش الذلّ الذي تعيشه، بحق كل لبناني أوصله اليأس الى الانتحار، بحق جيل يدفع ثمن أخطاء جيل الحرب وايديولوجياته الفارغة وحُرم من الحلم بمستقبل عالق في دوامة الجهل والطائفية والحزبية والتبعية، بحق من سُرق ونُهب وشُحِذ على اسمه مساعدات لم تصل الى يده، بحقّ من يبحث في براميل النفايات عما يسدّ به جوعه، بحقّ من تعلّم وأمل بإيجاد وظيفة تليق بمستواه العلمي فوجد نفسه عاطلا عن الحياة، بحق من مات على ابواب المستشفيات لأن ماكينات الاوكسيجين لم تعد كافية، بحق كل ما اضطررنا أن نعانيه منذ ولادتنا حتّى اليوم كي نستمر ونعيش، الاستسلام ممنوع! قبول الواقع والتأقلم معه ممنوع! إن جريمة الخنوع والسكوت على الحقّ أفظع من كل ما فعلوه بنا وأفظع من انفجار مرفأ بيروت. يا أيها الشعب اليائس إن هذا الوطن لنا، وإن لم ترغبوا باسترجاعه فأنتم القاتلون!
اليانا بدران