ثلاثة عشر خطأً!
ماذا يسعنا القول عندما تتحوّل الأقوال إلى برامج ترفيهيّة، هدفها زرع البسمة الخبيثة بدلاً من زرع البسمة الصّادقة، هذا هو واقعنا المجحف بحقّ لبنان التي أوصلتنا إليه السّياسات الدّاخلية بالتّعاون مع السيّاسات الخارجيّة، والأسوأ من كلّ هذا هو أنّه على الرّغم من التكّهنات والتّجاذبات يبقى حبّ لبنان هو الشّعار الأساسيّ عند كلّ خطاب، عن أيّ حبٍّ تتكلمون مادامت حناجركم تعمل على تبديل نغماتها الصّوتية عند كلّ لقاءٍ خارجيّ أم داخليّ؟!
قصّتنا الرّئاسيّة في لبنان تذكّرنا بقصة الشّيخ ناصيف اليازجي عندما كان يتردّد لطباعة كتبه في إحدى المطابع، فبعد مرّاتٍ عديدةٍ من تصحيح أحد كتبِه، قال له مدير المطبعة :” يا شيخنا” صُحّحَ الكتاب وأنهينا الخطأ كليًّا، فأجابه الشّيخ ناصيف: إنّي أقبل بثلاث عشرة كلمةً فيها خطأ، فصّح قوله، فبعد استلامه الكتاب ظهر ثلاثة عشر خطأً.
أمّا نحن في لبنان فنقبل ثلاث عشرة خطيئةً بحقّه شرط أن تصلوا إلى الرّئيس الذي يخدم لبنان ويرضى بالأخطاء الثلاثة عشر، لأننّا أصبحا على شفير الهاويّة، والويل لمن يرفض الاعتراف بهذا العدد من الأخطاء، وإلاّ سنسقط سقوطًا مميتًا في فراغ لا يقبله منطقٌ بشريٌّ على هذه الكرة الأرضيّة، التي باتت بفضل سياستكم خرابًا أرضيًّا!
الحرب على الأبواب، لا بل بدأ لبنان يشعر بهذا الإذلال المفتعل بحق شعبه وترابه، والأغرب من كلّ هذا أنّه أصبح السّلام والحرب صنوانان لا ينفصلان، يستعملان وكأنّهما العاشق والمعشوق، من قبل سياسات أصبحت والتّهجير على علاقةٍ متينة، أين الإنسانيّة يا أصحاب الهتافات؟ أين وجود البشريّة يا أصحاب القيادات؟ حروبٌ تلو الحروب، والنتيجة فقدان الذّاكرة هي الآمرة والنّاهية، لأنّ أخطاءها تعدّت ثلاث عشرة كلمة، فبدل انتخاب رئيسًا للجمهوريّة ، بدأنا بإنتخاباتٍ ليست في الحسبان، رحم الله الشّيخ ناصيف ورحم معه الكلمات المنقذة!
صونيا الأشقر