” جلسة فستق الحلبيّ”!
عندما تشير مصادر رئاسيّة أنّ الجانبَ النيابيّ المشارك في لقاءات اللّجنة الرئاسيّة المزعومة المكلّفة بمتابعة قرار وقف إطلاق التّقاذف الكلاميّ بين بعضكم البعض، وكلّ هذه المشاهد الكلاميّة الموثّقة والمنظّمة من قبل من؟ هنا السؤال يطرح نفسه قائلاً: إلى أيّ جبهةٍ أو إلى أيّ نصرةٍ توجهون اتّهاماتكم الباطلة، وتطلّعاتكم المزيّفة، وكلّ هذا لأنّ “الأنا” السّياسيّة هي الحاكمة والويل لمن يعترض طريقها، حتى خطب الامّة العربيّة بكامل تفاصيلها لا تستطيع ردع هذه “الأنا” التي شمسها شبيهةٌ بشمس “شباط اللّباط” كما يقال بالعاميّة اللّبنانيّة.
طبعًا كما هو معروفٌ ومألوفٌ عند كلّ جماعةٍ من هذا النّوع النيابيّ المحبّب، العفوي، الطّبيعي، الصّادق والكاذب، يمثّله أشخاصٌ ناطقون باسمهم، وهذا التمثيل يحتاج إلى عشاءٍ فاخر، يتوّجه الفستق الحلبي من الباب الأوّل، لأنّ الجوز البلدي هو الباب الثّاني، ويعاني من عوارض ضيق المفاصل بسبب العفن الذي لحق به، وبخاصةٍ أنّ استبداله يكون دائمًا بالفستق الحلبيّ، هذه هي معضلة الرّئاسة في لبنان!!!
فالحكاية الرئاسية في لبنان، هي حكايةٌ همّها زرع الفتن بدلاً من معالجتها، مع العلم أن تصدير الجوز الجيّد الحاصل على الإذن من الدّولة، تكون فعاليته أهمّ بكثيرٍ من الفستق الحلبيّ لدى الامم المتحدة، شرط أنّ أحاديثكم تتناول فقط القرارات الدّوليّة التي تمنع تدفّق الجوز اللّبنانيّ الجيّد إلى الشّقيقة، وعدم السّماح لكم من الإفراط من فستق حلبها، فعندما تلتزمون بهذه القرارات الدّوليّة، يمكنكم الوصول إلى انتخاباتٍ نزيهة، هدفها إنقاذ مصير لبنان الذي بات على شفير الهاويّة العربيّة.
عندها لو طُلب إليكم أن تبصموا على جبينكم، ستلبّوا الطلّب بكلّ طيبة خاطر، لأنّها ستكون بصمة معلّم، وبالتالي سترفع عنكم المسؤوليّة التي لم تعد بإمكانها أن تُتعب كاهلكم السّياسيّ والإنسانيّ.
صونيا الأشقر