جُمهوريّة المَسْخَرَة!
نشهَدُ جمودًا ما بعدَهُ جمود! تركيا تشدُّ الحبالَ شمالاً للتَّتْريك وإعادة مأسسة السّلطنة العُثمانيّة ولن تُفْلِحْ.. والسُّعوديّة لا تُفرجُ عن حكومة لبنان العتيدة-البعيدة، في ظلّ مُحاولةٍ لِعَوْدَةِ “الطّبسون” إلى رئاسة الحُكومة، وإيران تسعى لحفظِ نفوذِها في لبنان والإقليم، وفي الوقت نفسِه يُصرُّ ذراعاها الشيعيّان اللبنانيّان المُسلّحان على الإستيلاء من جديد على وزارة الماليّة وتسمية وُزرائهما. ويُصرُّ حزبُ السّلاح على أن يكون له تمثيلٌ في الحكومة “المُعضِلَة”. في المُقابل، تُعلنُ الأحزاب السياسيّة الأخرى، أنّه، إذا وافقَ الحريري على شروط الثنائيّ الشيعيّ، فهي أيضًا ستسمّي وزراءَها… أمّا العَهْدُ المُتَهَاوي، فيُسارعُ عبثًا لِلَمْلَمَة ما تبقّى له من شعبيّة “فقاقيع الصّابون”، عبرَ مواقف أقلّ ما يُقال فيها أنّها واهية وَمُستَجدية من خلفِ الكَواليس (…). إستمتعْ يا شعبي إذًا بنُزهة جديدة من الهَرطَقة، برفقة جمهوريّة موبوءة، مُصابة بداء مَكْرِ حكّامها العُجَّز والعجائز. أضحتِ الدّولة اللّبنانيّة المَسْخَرَة، دولة “المأوى”للمُصابينَ عمدًا بداءِ الخَرَف والنّشاف الأخلاقي والعاطفي.
ما دامت زمرة العصابة تحكمُ لبنان وتتحكم بمصير شعبه الأعْزَل، لن يستكينَ الوضعُ الإقتصاديّ والإجتماعيّ إلا بانفجار أمنيّ؛ منذ سنة تقريبًا والدّولار يحلّقُ من غيرِ رادع… في كلّ مَوْسمٍ حريقٌ وغريق… بين الفَيْنة والفَيْنة انفجار… جيوش إلكترونيّة مُسخّرة لتبييض صورة الزّعيم الكالحة… إصابات كورونا العشوائيّة… مافيات الأدوية تتحكّم بمصائر النّاس بحجبِها العديد من الأدوية عن الصيدليّات لرفضها تخفيض أسعارها… تهديدات برفع الدّعم عن السّلع الضروريّة… ولنخبزْ بالأفراح واللّيالي المِلاح، إلى أن تدقَّ عقاربُ السّاعة، وتحينُ ساعة الإنفجار الكبير (…).
إدمون بو داغر