حان وقت الشطف !
نحن لسنا بحاجة لأي تحقيق ليثبت لنا أنكم سارقين! فلا داعي للنقاش! الشعب يشتمكم كلّ يوم ومعدته الفارغة تذكّره بما سرقتم، وكلّما رأى خيبة أمل أولاده وكلّما سمعهم يقولون “أنا جائع”.
تستمرّون باتخاذ القرارات الغوغائية العشوائية خاضعين للناهبين أصحاب البذاّت المحترمة والكوفيّة تحت شعار الوفاء ومحاربة الفساد وبنِيّة خدمة الخارج وحماية مخططاته وضمان افلات الفاسد من الحساب.
لقد استشرى فسادكم المقيت على مدى سنوات وتفشّى كالأمراض التي تتآكلنا من دون علاج، في جميع القطاعات حتّى وصل الى منابر من نصّبوا أنفسهم مدافعين عن لقمة الفقير. ينظّمون التحرّكات ويأتون للمشاركة فيها بسياراتهم الفخمة، يجلسون وراء الشبابيك السوداء مع كبريائهم التي يظنونها كرامة! ويتوقّعون من ذاك الفقير أن يفسح الطريق ويستقبلهم بالتصفيق ويقبّل أيديهم، وإلاّ …! ثمّ يتّخذون القرارات عنه ويدّعون مشاورته وهم ليسوا سوى دمى رخيصة ترتدي “كرافات” ثمينة تتحكّم بها نفايات المجالس.
لقد أفسدتم حتّى صوت الفقير ففاحت منه رائحة نتانتكم. ينزل الى الشارع فيردد شعاراتكم وبهمسة في أذن دُماكم يلملم حقوقه المفقودة ويعود الى منزله برقبة منحنية.
مقولة ” الدرج بينشطف من فوق لتحت” يمكن صار وقتا. أنتم تُشطفون على ألسنة الفقراء مع كل طلعة شمس لكن حان وقت الشطفة التي تقتلعكم عن كراسيكم وتجرّدكم من بذاتكم فتظهر نتانتكم للعلن حتّى يراها “كل من يشدّ على مشدّكم” فيقتنع بألا أحد “أكبر من وطنه” وأن كرامته ليست تحت جزماتكم بل في هويته ووطنيته.
أوقفوا استهلاك ما تبقّى من موارد، لا نريد المزيد من المسكّنات باسم “لجنة أكل هوا”. ولا نريد أن نزرع فنقاوم جوع فرضتموه علينا! “وجّكن مش وج شغل، ردّولنا مصرياتنا”، ارحلوا ودعونا نعيش كما نستحق!
اليانا بدران