حرية المسؤول!
قامت القيامة ولم تقعد جراء حديث ادلى به وزير، ولم يرفّ جفن احد في وجه إبادة شعب وإلغاء وطن. وهؤلاء الذين يتحفوننا بشعاراتهم حول الاستقلال والسيادة وحرية التعبير، هم انفسهم من يزحفون لاسترضاء اسيادهم والاسترزاق منهم. وللأسف الشديد “سوريا الأسد” التي يتغنّون بصداقتها تعمل للعودة إلى أحضان الخليج العربي فيما الزحفطونيون عندنا يشرئبون ويتطاوسون عن “هبَل”.
والحقيقة ان فاقد الاستقلال والسيادة برهنه مصير وطنه للغريب، لا يمكنه ان يحاضر بالعفة. وفاقد الحرية بتبعيته العمياء لأسياد يسيّرونه لا يمكنه ان يتغنّى بها. وعندما تتعدى هذه الحرية على حرية مئات الآلاف من اللبنانيين وتهدد عَيشهم الكريم، ففي الامر انتهاك فاضح لكل المبادئ والقيم، وحتى الأخلاق.
ومسؤولية الحرية!
في سياق التلطّي وراء حرية التعبير، نذكر حادثة الرسوم المسيئة للنبي التي أثارت جدلا عالميا منذ بضع سنوات. وفي نقاش مع رسامين من مجلة نشرت هذه الصور اعتبروا انه من حقهم ان يعبّروا عن رأيهم بحرية. كان جوابنا ان الإعلام الحر يجب أن يكون مسؤولا عن النتائج التي يسببها، لا ان يغسل يديه من دم ضحايا حريته.. حتى لو اعتبر ان ردة الفعل ليست مبررة، او دون المستوى، او حتى متخلّفة، فالنتيجة هي نفسها.
والى الوزير القرداحي نردد الكلام نفسه: حريتك تتوقف عند حدود حرية الآخرين، وعزّتك تقف عند حدود مسؤولياتك. حتى ولو اعتبرت ان ردّات الفعل مبالغة او فيها ابتزاز، وقد تكون على حق، لكن المصلحة العامة تفرض عليك ان تتخطى هواجسك وكبرياءك غير المبررين، لإيجاد حلول تليق ببلدك ومصالح شعبك الذين من المفترض أن يكونوا فوق كل الاعتبارات.
جوزف مكرزل