“حشيشة الطيون”
” قللا آدم لحوا من بَعد ما أكلْ التفاحة: ما قدرنا نُهربْ من حِكِم ربْنا”.
مختصرٌ يعكس حياة الفساد على الكرة الأرضية. يصبحُ الحكم مُبرمًا عندما يطاول كلّ مسؤول عمل على التهرُّب من مسؤوليته، ظنًّا منه أن الحكمَ لا يُرى ولا يُسمَع…!
فُرِضَ على التمييز أن يُجرّ دائمًا عندما يأتي بعد عدد المئة والألف. فباعتقاد معظم السياسيين أنّ العدد عندما يصل إلى المئة أو إلى الألف يكون دائمًا مطعّمًا ببعض الأعداد “التمييزية المغشوشة” لذا نلاحظ تفاقمه السريع، إلى درجة أن يصبح طوله أطول من ” يوم الجوع”!!
آدم تدارك الأمر، وعرف معنى الحُكم المُبرم عند الله، فقال لحواء: “ما قدرنا نُهربْ من حكم ربْنا”.
يقول الواقع: إنّ حواء هي المسؤولة عن هذه الخطيئة، ولكن هل يُعتبر الذين يأكلون بعيدين عن الخطيئة؟ أما اكتفيتم من “الطبخات الدولارية” بعد!! السياسة مؤنثة ولكنّ الذي يستغّلها ويسيح في معارجها هو السياسي المذكّر!
إن موضوع السياسة بمنهجه “المحسوبي” يبنى عليه السياسيون اصطفافاتهم ومصالحهم في تشابك مرصوصٍ كتشابك أحجار البنيان. أين أنتم من حكم الشعب المُبرم؟ أنسيتم أنّ العدالة مؤنثة فيما حكمها مذكّرٌ!! مهما حاولنا التمييز بين التأنيث والتذكير، تبقى السرقة المباحة واضحة، إلى درجة أن وضوحها تحوّل إلى بابٍ موصودٍ لا يُفْتَح إلا لطرقة “حكِم رَبنا”.
واقعنا اليوم يجعلنا نعترف بأن الخطورة السياسية باتت مأزقًا شبيهًا بـ “حشيشة الطيون” التي مهما طال خريفها لا تموت، ولا سيما أنّنا على أبواب الشتاء وهلّم جرًّا من مذكّرات جنائيّة فصولية غدّارة، التي تجعل من الطيون رمزًا لمرورتها ” الغدّاريّة”.
دعاؤنا اليوم: نجنا اللهم من المرورة والمرارة “الجنائية” لأنّهما إذا انفجرا تحوّلا إلى تفجيرٍ ذري لا يُبقي ولا يَذَرُ…!
صونيا الأشقر