حصارُ سلطةِ “ابن آوى”..!
إرتكزَ رِهَانُ السّلطةِ السّاقطة منذُ بدايةِ الثّورةِ الشّعبيّة اللّبنانيّة المباركة، على الرّهان على تفريقِ، بل تقسيمِ الشّعبِ اللّبنانيّ الثّائر من خلال اللّعبِ على مُختَلِف أوتارِ النّشاز الطّائفيّ ومن خلالِ أوتارِ قوانين مُفخّخة لإقرارها في الجلستيْن الأخيرَتَيْن السّاقطتَيْن بإرادة الشّعب الأبيّ. وعندما أثبتَ الشّعبُ اللّبنانيُّ تماسُكَه في وجهِ طبقةٍ سياسيّةٍ خَرْقاءَ ومثقوبة الإرادة، ظَهَرَت على هذه الأخيرة علاماتُ التّضعضع والتّوتر فانقَلَبَتْ رموزُها على بعضها البعض، وأخذت تتراشقُ الإتّهاماتِ وتدّعي العفّةَ ومشاريعَ الإصلاح، مُحاولةً ركوب موجةِ الحَراك الثّائر بصورة إنغماسيّة متطفّلة فَتَخَلَّقَت الأعذار والبيانات الكاذبة والمضلّلة.
لَقد خُضَّت مضاجعُ هذه السّلطةِ العاهرة، فَنَكأت جراحًا قديمةً مؤلمةً منذ زمن الحرب الأهليّة علّها تُرعبُ الشّبابَ الثّائرَ فيلتزمَ غرفَ نومه من جديد. ولم تقتصر علاماتُ توتّر هذه السّلطة الأخطبوط عند هذا الحدّ، بل أوعزت إلى ميليشياتها إطلاق النّار بين المتظاهرين السّلميّين وآخرها موكب اقتحمَ المتظاهرين في رياض الصّلح مطلقًا عيارات ناريّة إنتحاريّة من داخل زجاجٍ مغلق، فبدا كابن آوى مذعورًا أظهَرَ أنيابَه وبراثنه في وجه مُحاصريه.
رَفَعَ الشّعبُ الحَصَانةَ عن وزرائه والشّرعيّةَ عن نوّابهِ الحاليّين والسّابقين، ولكن يبقى على القضاء أن يرفعها بصورة ٍقانونيّةٍ عن سماسرةِ الحقّ في دولة المزرعة لإلغاء أيّ ذريعة للقضاة عن مساءلة أو مقاضاة أيّ مسؤول سياسيّ. ومن هنا تتطلّبُ المساءلةُ والمحاسبةُ والمحاكمةُ وحجزُ الأموال المنهوبة استقرارًا سياسيًّا وحكومةً إختصاصيّة مستقلّة ونظيفة الكفّ وتعملُ بحسب مبدأ العدالة الإجتماعيّة وانتخابات نيابيّة مبكّرة بحسب قانون إنتخابيّ عصريّ يضمن تمثيلَ جميع الفئات الإجتماعيّة اللّبنانيّة مع إنشاء مجلس شيوخٍ يكون بمثابةِ ضمانةٍ سياسيّةٍ ووجوديّةٍ للطّوائف والأديان.
لينهضِ القضاءُ المشلولُ وليسقطْ الضّغطُ السياسيّ ومنظومة النّشاز السياسيّة الفاسدة المتمايلة على ألحانِ الكذب والدّجلِ السياسيّ منذ 30 عامًا، ولا نَستثني مَن جاراهم وساندهم بسياساتهم الخبيثة منذ عقدٍ ونيّفٍ.
إدمون بو داغر