حكومة أهلية بمحلّية!
أرست مبادرة برّي جواً من التفاؤل الحذر لأنها تضمر رغبة حزبالاوية بطيّ صفحة الحكومة خوفا من ضغوطات دولية ستنهال على الحريري المتأرجح بين التعنّت والتنحّي. والحزب مصرّ على السعد لأنه الحلقة الأضعف سنّياً وليس العكس. لكن البغض بين عون وسعد يصعّب المسار.
صحيح أن الملف النووي الإيراني أخّر بمكان ما التأليف، لكن الاتفاق بين واشنطن وطهران تم واللجان تبحث الأطر التنفيذية قبل إعلانه.. لبنان ليس معنياً، وترسانة “حزب الله” تدخل في المفاوضات المقبلة التي يتهيأ لها الفريقان، كما باقي الفرقاء المعنيين بأزمة الشرق الأوسط من روسيا الى أوروبا مروراً بالخليج العربي.
اما القول ان الحريري يعوّل على الرئيس الفرنسي للعودة الى أحضان السعودي، فمجرّد كلام، لأن هدف فرنسا هو ترطيب الأجواء الاقليمية المشحونة بهدف تفادي الانزلاق في حروب لا جدوى منها. لذا سيتطرق الرئيس ماكرون الى الملف اللبناني كما عوّدنا، لكنه لن يتوسّط لأحد لا سعوديا ولا اميركيا، فالجميع خيّب امله.
لذا.. لا تكنو ولا دولية.. حكومة اهلية بمحلّية.
جوزيف عون!
كثرت الثرثرة والتحليلات حول زيارة قائد الجيش الى باريس والنتيجة واحدة: كلام فارغ.
الحقيقة ان الزيارة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، أهدافها امنية وعسكرية وإنسانية على حد سواء. الفرنسيون كما الاميركيون متفقون حول اهمية الجيش اللبناني وكيفية دعمه. والعماد جوزيف عون يتمتع بمصداقية كبيرة لدى الدولتين اللتين تعوّلان على مناقبيته، ووطنيته، وريادته، لتفادي الأعظم في حال تفاقم الوضع الامني في لبنان نتيجة تشنجات داخلية او ضغوط خارجية. كما تعوّل الدول الأوروبية، وباقي الدول التي تعمل على منع الانهيار الغذائي والصحي في لبنان، على الجيش لتنظيم المساعدات بشكل محق.
اما لقاءه ماكرون فأتى نتيجة رغبة الرئيس الفرنسي التحاور مع “القائد الشريف” لتوضيح بعض القضايا اللبنانية الشائكة، وليس من اجل تنصيبه رئيسا كما يروّج أنصار الوصاية.. لأي جهة انتموا.
جوزف مكرزل