حكومة وُلدت عاقرًا!
بات شبه مؤكّدٍ أنّ العامَ الأخير من عهد رئيس الجمهوريّة سيُخصّص للعناد والمُكابرة وتقطيع ما تبقّى من أوصال وشرايين حياتيّة للبنان مع الخارج والدّاخل، وللإصرار على الإنغماس أكثر مع “طواويس المُمانعة” والإنعزاليّة. وقد حذت دول الخليج حذوَ السعوديّة بإقفال كلّ أبواب التّفاوض مع “طواويس” وعجّز دولة لبنان المخلّع والأبرص والأعمى والكسيح والأعرج بفضل زمرة “دار العَجَزة” وأصحاب اللّحى والسّلاح الأغشم.
“طواويس” الثّامن من آذار ذاهبون للتّصعيد، إذ يقولها المُتوزّر علي حمية للبنانيّين الذين لم يأكلوا خلال هذا العهد المتسلّط سوى الكدمات واللّكمات و”الشّبطات واللّبطات”: “ألف نعم لشدّ الأحزمة وعدم الخضوع للإبتزاز، فما الحياة إلاّ وقفة عزّ”. ولكن “أوعا تزحط”.
إستقالة جورج قرداحي لن تغيّرَ شيئًا بالموقف العربي حيال لبنان ولا حتّى استقالة ميقاتي، فالمُشكلة تكمنُ في نفوذ حزب الله وسلاحه المتجذّر في أنفاق ما تحت الأرض اللبنانيّة والمُطْبِق على قلوب اللبنانيّين وبعض دول المُحيط. وباعتبار الخليج العربيّ، أنّ الحكومات التي يتمّ تشكيلها هي حكومات حزبلاويّة صفراء من زمن سعد الحريري نفسه إلى حسّان دياب فنجيب ميقاتي، فقرار عزل لبنان ستتمادى تبعاته إلى ما شاء الله، حتّى تتغيّر المُعطيات السياسيّة على السّاحة اللبنانيّة. وحتّى ذلك الحين، سيبقى جورج قرداحي وزيرًا للإعلام وناطقًا باسم حزب الله وفرنجية ومُدافعًا عن بشّار الأسد، ضاربًا عرض الحائط تاريخ لبنان التنويريّ ودماء الشّهداء الذين هُدروا نتيجة الإجرام السوري واحتلاله لبنان والمُعتقلين اللبنانيّين في السّجون السورية والذي لا يزالون لغاية اليوم مجهولي المصير.
باختصار، لن تنفعَ مع السعوديّة ومن لفّ لفّها كلّ الوساطات، هي التي تدرّجت بالإنذارات إلى لبنان ولم تلقَ تجاوبًا، لأنّ الزّمرة الحاكمة هي مستسلمة “لمضاجع” إيران وحزبِها المُتَلَبنِن.
إدمون بو داغر