حياد عن الوطن!
نحن نريد الحياد لكننا نصرّ على تسجيل المواقف بكلّ حادثة تحصل خارج حدودنا. وكأن مشاكلنا الداخلية لا تكفينا. ويا ليتنا نتضامن مع لبناننا كما نتضامن مع خارج حدودنا. ليت ولاءنا للوطن عشرة بالمئة من ولائنا الرقمي لخارج الحدود. بينما أنتم تحملون راياتكم السوداء كقلوبكم وتذهبون الى أبواب السفارات.. وبينما ترفعون شعارات اللاطائفية ثمّ تنهالون بالشتائم دفاعاً عن رب الطائفة وحقوقها، هم يتقاسمون ما تبقى من مزاريب مال وعلى جثث وأشلاء من ماتوا بسبب حقارتهم يقترعون.
إلهنا الواحد أكبر من كل كلام وأعلى من كل انتقاد فلا تصغّروه الى حجم رسم كاريكاتوري ولا تدخلوه في متاهاتكم السياسية السخيفة، وهو بالتأكيد لا ينتظر منكم أن تتجنّدوا للدفاع عنه بالعصي وحرق الدواليب والتهجّم على الآخرين وقطع الرؤوس فأنتم لو كنتم تعلمون من هو هذا الاله لكنتم بحثتم عن ورق تين لتستروا بها عريكم.
بدل أن تتحمّسوا بسبب جريمة شنعاء حصلت في فرنسا تحت شعار “الدفاع عن المقدسات” تحمّسوا للفظائع التي ترتكب بحق ما تبقى من الشعب اللبناني كلّ يوم. تحمّسوا لتعيدوا حقّ من تدمّرت بيوتهم وفقدوا أحبابهم ومصادر أرزاقهم. تحمّسوا للمطالبة بحقيقة ما أدّى الى انفجار الرابع من آب! تحمّسوا للمطالبة بأموالكم المنهوبة وجنى عمركم المفقود! تحمّسوا لمعرفة السبب وراء الرضى الفجائي بالتفاوض مع اسرائيل من أجل “ترسيم الحدود” بينما ثرواتنا تُسرَق! تحمّسوا لأننا لا نريد أن نهاجر! تحمّسوا وعودوا الى الشوارع لأننا لا نريد حكومة نهب وسرقة جديدة! تحمّسوا لأننا وإن لم نكن أهلا به لكنه وطننا وعلينا استعادته بدل الاستسلام وتركه! ” فكل ما يطلبه لبنان منكم أن تحبّوه قليلا!” أحبّوه كي تستعيدوه!
اليانا بدران