“حَرَكة بدون بَرَكَة”!
حَرَكَةُ النّملِ المجنون.. حَرَكَةُ الزّيز الفاشل.. حَرَكَةُ اللاّحَرَكة. إمّا “راوِحْ مَكانَك” وإمّا “إلى الوراء دُرْ”؛ هذه هي إذاً الحَرَكَة السياسيّة لدى هذه الطّبقة الهابطة إلى ما دون القَعْر. كانت الرّسالة الدّوليّة لهذه العِصابة الخُنفُشاريّة واضحة المَعَالم، إلاّ أنّها لا تَزال تُناوِرُ حتّى على المخطّط الدّوليّ، في مُحاولةٍ منها لإعادة كودرة ذاتها، ونَصْبِ “السّيبة” السياسيّة التقليديّة السّاقطة، للتّسلّق من جديد إلى مَرَاكز السّلطة وتَعويم ذاتِها دوليًّا، من خلال ترئيس سَعد وتوزير جبران. في حينٍ أنّ شرعيّتَها سَقَطت إلى الحضيض، ولكنّها ويا للسّخرية تعيشُ حالة إنكار للواقع وكأنّ شيئًا لم يحدُث!
وتوازيًا، كيف يُمكنُ تفسير كلّ ما حَدَثَ ويحدُث في لبنان منذ عامٍ وثلاثة أشهر؟ من حرائق أيلول على كافّة أراضي لبنان وعلى أَثَرِها اندَلَعَت ثورة تشرين، إلى انطلاق أزمة المصارف في كانون، فنشوء وباء الكورونا في شباط ومَا عَقِبَه من حَجرٍ منزليّ وإغلاق لكافة المرافق الحيويّة في لبنان والعالم لمدّة شهرين ونيّف. وفي خضمّ كلّ ذلك، أعلنت الدّولة رسميًّا إفلاسَهَا ما استتبَعَ ذلكَ تضخّمٌ ماليّ وانهيارٌ أكبر للّيرة اللّبنانيّة ومجاعة هيْمَنَت إلى حدّ كبير على البلاد والعِبَاد، حتّى بلَغَ بنا الأمر إلى انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، ما ضاعَفَ أزمة الشّعب [ سَفكُ دماء بريئة تعملُ لجمع كفاف يومِها ]، وحَبْلُ الدّمار على الجرّار وعدّادُ الكوارث لم يتوقّف بعد، كما في لبنان، كذلك في العالَم، إلاّ إذا تواضعت الدّول وأسلمت لصناعة السّلام ولمخافة الله!
ما قالَهُ يومًا جبران خليل جبران يُعْتَبَرُ نبوءةً:
“ويلٌ لأمّةٍ تكثُرُ فيها المَذاهب والطّوائف وتخلو من الدّين”
“ويلٌ لأمّة مُقسّمة إلى أجزاء وكلُّ جزءٍ يَحْسَبُ نفسَه فيها أمّة”.
ختامًا، إذا غابت عَدَالة الأرض، فعدالة السّماء لن تغيبَ ولو لبُرهة!
إدمون بو داغر