” حَكِي صالونات!”
يُدغدغ أذهاننا بعض المحلّلين اللبنانيين من أحفاد “نسوان الفرن” أنّ الرئيس الأميركي المُنتَخَب دونالد ترامب سيقف إلى جانب لبنان في هذه الحرب الضروس وسيجدُ حلاّ فوريًا لإطلاق النار لأنّ صهره أيْ بتعبيرٍ آخر زوج ابنته هو من أصولٍ لبنانيّة، ولأنّ لبنان يعني له الكثير وسواها من “الدراما” اللبنانية المبتذلة التي برعت فيها نساء الفرن والصالونات، وكأنّهم يتحدّثون عن صاحبِ متجرٍ في ساحة البلدة مالكه على صلة وطيدة مع أحدهم أو عن موظّف في إحدى الدوائر العقارية يرتشي ويقوم بتسهيل المعاملات. على أيّ حال، دونالد ترامب لا يعلو شأنًا عن كلّ هؤلاء، غير أنّ هذا الرّجل لا ينصاع لأحد حتّى لصهره متيّمُ ابنته، هذا إذا كان صهره لا يزال يتذكر اسم لبنان أو إذا ما كان قد عنى له شيئًا هذا الإسم “لبنان” الذي سينتصر على كلّ أعدائه والمتآمرين ضدّه عمّا قريب. فقط لنثبت راسخين برجاء القيامة والإنتصار.
كيف يمكن لهؤلاء الثرثارين أن ينسوا الإرث والسجل الحافل لصالح إسرائيل الذي حمله ترامب في ولايته السابقة، فلا بوادر لتسوية عادلة واتفاقيات تعطي ذي حقّ حقّه. يبقى أن يخرج بيان قمّة الرياض الأخيرة من بين السطور إلى أرض التّطبيق بعدما سجّل موقفًا متقدّما بأغلبية عرب ومسلمين وأفارقة يشكّلون النصف زائدًا واحدًا في الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة والذهاب إلى آخر الطريق في طرح تعليق عضوية إسرائيل في الجمعية كي لا يبقى كلّ ذلك “حكي بيانات”.
إدمون بو داغر