حِمَمٌ بركانيةٌ قريبة!
أخذَ دخانُ بل أدخِنةُ حممِ براكين الأرض تتصاعدُ منذرةً بالإنفجار الكبير عمّا قريب، وأخذت معه نفوس الرؤيويين تختلجُ اضطرابًا وتنتزعهم نحو تخيّل مشاهد الأهوال التي سوف تحلُّ بالكوكب شرقًا وغربًا.
وأخذت قلوبُ هذه الفئة من الناس تهربُ من أمكنتِها ويتنازعُها الأملُ بالنّصرِ بعد المخاض. وأجفانُهم تنتفض بحركة مترقّبةٍ لِما سيقع بين يومٍ وآخر، والأيادي تُسندُ الوجوه وتحفُّ اللحى وتمسك بالأعناق متحسّسةً نبضَها الذي يضخُ غالبًا في هذه الأيام هرمون “الإبينفرين” المعروف بـ”الأدرينلين” ومصدره نخاع الغدة الكظرية أو Glande Surrénale الواقعة فوق الكلى صعودًا فتحترقُ الأعناق ومن ثمّ ينحدرُ الحريق الناتج عن ضخ هرمون الخوف والقلق إلى الصدور فتخفق القلوب وتقشعرُ الأبدان وتنتصب “ردارات” العقول والأذهان.
في المقابل، لاتزال الفئة الأخرى التي شبّهناها يومًا في مقالة سابقة “بأهل الكهف” الذين ينامون نوم الثكالى ولا يصحون إلاّ بعد فوات الأوان، تعتقد أنّ المتغيّرات العالمية هي خدعة لغاية محدّدة وسرعان ما ستتم التسوية وتعود الأمور إلى نصابها، ويعود دورانُ عقاربِ ساعة الكون على ما كانت عليه في السابق. ولكن للأسف، فهذا الإعتقاد لن يسلم هذه المرّة، فعقاربُ ساعةِ كوكبِ الأرض ستغيّر قاعدتها وإعدادات Settings النظام العالمي المعمول به منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية لم يعد نافعًا لا شرقًا وبخاصة لا غربًا.
باختصار، أصحاب الإختصاص وبخاصة في الإعلام والسياسة والعلاقات الدولية والفلسفة والإجتماع وما شابه، يعلمون جيّدًا ماذا أعني وإلى أين أودّ إيصال القارئ.
إدمون بو داغر