خطاب عن خطاب بيفرق!
تكلم كثيرون خلال جلسات مناقشة الموازنة في الندوة البرلمانية، بل تفلسفوا وتطاوسوا امام الشاشات كل على طريقته، ليوحوا لأنفسهم والآخرين انهم عظماء. في وقت سئم الشعب اللبناني النقد الرخيص والمديح السخيف والكلام الفارغ لمجرد الكلام.
وكي لا نظلم الجميع، هناك نواب جديرون طرحوا مواضيع جدية واقتراحات قيّمة، لكنها ضاعت في غوغائية التنظير السخيف. وكي لا يضيع فضلهم نذكر اثنين منهم.
مشروع المير
تميّز ايدي ماجد ابي اللمع عن زملائه، باقتراحه حلولاً للأزمة الاقتصادية بدل ان يبكي على الاطلال كما فعل كثيرون. والحلول التي طرحها نائبنا المتني جدّ منطقية كونها تراعي أصول الخصخصة التي تنقذ ماليتنا وتعيد الحركة الاقتصادية، ما ينقذنا من الإفلاس الحتمي، من دون ان نقع في فخّ الاحتكار من قبل شركات يتلطى وراءها المافياويون أنفسهم الذين أفلسوا البلاد وباعوا العباد. وهذا ما نخشاه في ظل طاقم سياسي غير جدير بالثقة.
لسنا اختصاصيين في الموضوع، لكن ايدي ابي اللمع متخصص في علم الاقتصاد وأستاذ جامعي. في مشروع المير، الدولة تخصص المؤسسات مع الإبقاء على حصص تسمح لها بالمشاركة في القرار ومنع التلاعب بمصالح المواطن وابتزازه. كما يقتضي المشروع خلق مضاربة بين الشركات لمنع الاحتكار والحصول على أحسن أداء بأفضل الاسعار.
نصيحة المهندس
اعتبر النائب نعمت افرام ان الكارثة الحقيقية تكمن بالمحميات السياسية، مخاطباً المسؤولين بالقول: “أنتم امام لحظة حقيقة إذا لم تتفقوا، ان تكونوا آباء مؤسسين لزمن جديد في لبنان ستكون شياطين لبنان وتاريخه”.
كلام المهندس افرام راق ورائع لجهة وضعه الكارثة التي حلّت بنا في اطارها الحقيقي، وهي المحميات السياسية التي حولت بلدنا الى مزارع طائفية ومذهبية واقطاعية. محملا الزعماء مسؤولية ما يحصل مطالبا إياهم بوقفة ضمير. وهنا تقع المشكلة كون لا ضمير لمن تنادي يا نعمت!
فإذا أردنا ان نبني لبنان جديداً راقياً وعصرياً، من المؤكد انه يجب ان نبتكر زعماء جدداً لان الموجودين ليسوا آباء ولا مؤسسين بل شياطين.. واقتضى التصويب!