دواء يبعدني نهائياً عنك!
توقّف يا صديقي عن اللهاث والركض، وفي حال وصلت الى الأفق البعيد، وباعتقادك انك ادركت الهدف، سوف يبتلعك المحيط، وتكتشف الخدعة التي كانت تنتظرك، بكثير من الصبر، كما اتمنى عليك يا صديقي، ان لا تحاول مراقبة طيور النورس المهاجرة من وطن لآخر، ولا بالعصافير، التي تلعب “اللقيطة” مع اغصان الشجر، او الحمام المتألق رافع الرأس الذي يتدلّل على النسيم البارد، فتتسلّق الجبل عنيداً متحمساً وتقذف بنفسك وفي اعتقادك انك تستطيع التحليق في السماء، لانك دون ادنى شك سيختفي نفسك وتتحطّم انت بين الصخور التي تلوّثت بدمائك الارجواني.
نصيحتي لك ان تتمهّل.
تتوقف عن الركض.
ولا تفكر بعد الآن بالطيران.
انما انتظر مفاجآت القدر، هو يتلطّى خلف باب الغرفة لا يكترث لصفحات الغروب والشروق.
عندها ما من ثقب للهروب، او الاستئناف، او الاحتجاج.
سوف ينهال عليك المرض بسيفة الجارح القاتل.
او يصطادك حادث سيارة.
او سوف تشيخ، تفقد كل الحواس ويسخر منك الاقرباء قبل الاعداء والرفقاء وتتحول الى اضحوكة ونهفة لحكاية.
حسناً هل انتهيت ايها الطبيب من نصائحك؟
رجاءً، هل اجد لديك دواء يخفف من اوجاع الركض والمفاجآت ويبعدني نهائياً عنك؟!
جهاد قلعجي