دور الضحية “مش لابقلكن”!
توقفوا عن لعب دور الضحية! انهضوا وقفوا على أرجلكم وواجهوا، قولوا كلمتكم حيث يكون لها وقع وتأتي بنتيجة. آمنوا بأنكم هذه المرّة قادرون، وإن لم تنجحوا تكونوا قد حزتم على شرف المحاولة. ليس لأجلكم، بل من أجل كل روح انتقلت من بيننا لأنها لم تجد الدواء، ومرضت لأنهم لا يأبهون بنوعية المواد الغذائية التي تصل الى موائدنا، أو لأنها حزنت وانكسر قلبها مرّات عدّة بسبب الحالة المزرية التي نعيش فيها. ومن أجل كل ضحية دفنت أكثر من مرّة منذ الرابع من آب وحتّى اليوم وما من أحد يأبه للحقيقة. ومن أجل كل من اختار المغادرة بحثاً عن هويّة وانتماء وانسلخ عن أهله علّه يجد سبيلاً لضمان آخرتهم. من أجل كل سبب أنزلكم الى الشارع في ما أسموه ثورة 17 تشرين، من أجل تعب أهلكم الذي سُرٍق، من أجل هذا الوطن الذي نلعنه كل يوم ولا نعرف ما الذي يبقينا فيه غير الإفلاس!
فلنحاول محاولة أخيرة، فلنسجّل موقفاً للتاريخ، اللوائح كثيرة والبرامج أيضاً. الشعارات تملأ الشوارع والاحتفالات يوميّة صوّتوا لمن ترونه مناسباً وإن لم تجدوا من يستحق صوتكم فاختاروا الورقة البيضاء ولكن لا تقبلوا أن تكونوا بلا موقف لا تخونوا هؤلاء الضحايا ولا تستسلموا وآمنوا أن الاقتراع هو الثورة الحقيقية بوجه أراعن المجالس. فهلمّوا نحاسب! لأننا لا نستحق الحياة التي أرغمونا على عيشها، لأننا لا نستحق أن نذلّ من أجل صفيحة بنزين بـ 500 الف ليرة وربطة خبز بـ 15000 ليرة ودواء مفقود وقطاع تربوي متفكك، وعصابة من المصارف.
لأننا في بلد مسروق، مسحوق، مخطوف، مهدّم، حزين، يحب الحياة، لا يعرف الاستسلام، له تاريخ من النضال، مدرسة في الانفتاح والحرّية، مصدّر للثقافة والعلم والذوق الرفيع … فلنترك هواتفنا ونسجّل موقفنا في صناديق الإقتراع!