دوكان وإبعاد “قيصر” عن لبنان!
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تتدخل فيها فرنسا لحل أزمة لبنانية مستعصية، والهدف الأول والأخير مساندة الشعب اللبناني لتخفيف معاناته. “انني هنا لحل أزمة اجترار الكهرباء من الاردن فقط لا غير” هكذا يجيب السفير دوكان لمن يعرض عليه تنظيراته و”خدماته”. صحيح أنه ناقش ووزير المال سبل تحريك القوانين التي تحول دون فك عقدة المساعدات والقروض العالمية الجمّة التي تنتظر الفرج من قبل السلطات اللبنانية النائمة، وبالأخص صندوق الدعم الدولي، لكنه حصر الموضوع بالمهمة التي حددها، ربما كي لا يشتت المسؤولون اللبنانيون الموضوع و”يضيّعوا الطاسة”.
يؤكد السفير دوكان انطلاقا من المباحثات التي أقامها أن الحل لملف “كهرباء الأردن” لم يعد بعيدا. وفي معلوماتنا ان المشكلة ليست بـ”قانون قيصر” لأن المفاوضات التي أجريت من عدة منظمات أميركية وفرنسية ولبنانية وصلت الى نتيجة ايجابية، أي موافقة مبدئية من إدارة الرئيس بايدن على فصل هذا المشروع عن القانون القيصري. هذا قبل أن يطير النائب ابو صعب نحو واشنطن.
يبقى السؤال: هل ينجح دوكان بإبعاد “قيصر” عن لبنان ؟
من يعرقل المشروع ؟
ما تحاول فرنسا تحقيقه في لبنان منذ بداية الانهيار هو ترجمة الوعود والمواقف المبدئية إلى حقائق وأفعال على الأرض. إنه عمل شاق يتطلب حنكة وكفاءات حوارية هائلة وصبر أطول من ايوب! لهذه الأسباب يختار الرئيس الفرنسي دبلوماسيين للقيام بهذا العمل. ودوكان هو أحد السفراء الذين خصهم ايمانويل ماكرون بملفات لبنان وبات اختصاصيا في حل العقد الصغيرة والكبيرة في الداخل كما في إدارات دول القرار المعنية بالملف اللبناني. لذا تفاؤله يبشرنا خيرا.
اما بالنسبة الى باقي المشاريع المتعلقة بالبنك الدولي أو غيره من الأموال المنتظرة من “سيدر” ام الصندوق الفرنسي السعودي، فتطلّب جهودا إضافية من الكارتل اللبناني الحاكم، وفي مقدمتها فك ارتباطهم بالمال العام ووقف نهبه، ومن ثم اعتماد الشفافية وإعطاء الصلاحيات اللازمة لأجهزة الرقابة والمحاسبة.
أي أننا بحاجة إلى معجزة إلهية. إلا إذا قبِل المجتمع الدولي بحلّ “بالتقسيط” !
جوزف مكرزل