دولة الإثم والخطايا!
أصبحت حقيقةُ جزءٍ كبيرٍ من “اللبنانيّين” المتسلّقين على جدران هذه الدّولة جليّةً منذ زمنٍ طويل، وهي أنّهم “لبنانيّون” فقط بالهُويّة و”كتيري عليهن هالبطاقة”. لو كان لدينا حقيقةً رجال دولةٍ قوميّين وغيوريين للوطن والدّولة والمؤسّسات الدّستوريّة، لكانوا نزعوا من هؤلاء عديمي الوطنيّة والمصفّقين لوصول رجب طيّب أردوغان على “العرش” الرّئاسيّ التركيّ…! لماذا هم عديمو الوطنيّة اللبنانيّة ولا يستحقّون هذه الهوية؟ ألسّبب ليس أبدًا في وصول شخص رجب طيّب أردوغان، بل في التّهليل الذي حصل وفي غير مكانه لانتخابات رئاسة دولة أخرى، في حينٍ أنّ هؤلاء المصفّقين الحَمْقى، كسواهم من “اللبنانيّين” لم يحرّكوا ساكنًا نضاليًّا في سبيل الضّغط على “وأوباش” سلطة الفساد لإجراء الانتخابات الرئاسيّة اللبنانيّة، وبالتّالي لم يُظهر معظم الشّعب اللبناني قلقًا واهتمامًا عمليَّيْن بالفراغ الرئاسيّ، بل بالفراغات الرئاسية والدّستورية عند كلّ استحقاق، وإنّما أظهروا تماهيًا وتأقلمًا ولامبالاة وأنانيّة، على وزن “كل من إيدو إلو”. وهذا سببٌ من بين ألوف الأسباب الموثّقة تؤكّد أنّ قطيعًا كبيرًا من “اللبنانيّين” لا يستحقّون جنسيَّتَهم.
وتوازيًا لكلّ هذه الخطايا، هناك أعظم خطيئة، وهي احتجازُ الدّعوات للانتخابات الرئاسيّة من قِبَل الثنائيّ العيواظ. فما هو السّبب؟ هل لأنّهما يحاولان الضّغط لترشيح رئيس يمثّلهما دون سواهم؟ الإجابة: لن يُفلحا، وهي مُحاولة باطلة وأساساتُها على الرّمل.
ومَنْ قال إنّ الجنيسّة اللبنانيّة هي غير نافعة ومجدية؟! إنّها أثمنُ جنسيّةٍ بين جنسيّات الأرض، وسيأتي يومٌ وتظهرُ الحقيقة الذهبيّة للجنسية اللبنانيّة، “ومن لهُ أذنان سامعتان فليسمع” والحاضر يُعلمُ الغائب. وكيف لا تكون هذه الجنسيّة اللبنانيّة ماسيّة أو ذهبيّة، وهي تستحوذ على اهتمام الإليزية والبيت الأبيض والكرملين والعرب رئاسيًّا ونيابيًّا ووزاريًّا؟ ومهما تعدّدت التّفسيرات والتّأويلات لهذا الإهمتام الدولي والتّاريخي بلبنان، نختصرُ المسافة المعوجّة بالقول إنّ هذه الجنسيّة شاغلةُ الكوكب ومَن فيه.
إدمون بو داغر