دولة النفايات تغرق في نفايات الدويلات!
يقول المثل اللبناني: “في كل عرس إلها قرص!”
ينطبق هذا الأمر على دولتنا لكن مع بعض التعديل ليصبح “في كل عرص إلها قرص! “فدولتنا امتهنت التعريص والتخبيص والتفنيص!.. ومع كل مطلَع شمس لدولتنا مطلَع ريحة!
وأخيراً وليس آخراً الحكاية القديمة الجديدة والمتجدّدة، حكاية كيس النفايات التي تشبه حكاية إبريق الزيت! فدولتنا بوزاراتها الفاشلة وإداراتها المهترئة وبار..لمانها النيامي ومجالسها وصناديقها التحاصصية لم تقف يوماً على رجلَيها ولم تجلس حتى على قفاها! فهي دائما متمدّدة وممدِّدة وممدَّدة وتمدّ يدها اليمنى إلى جيوب مواطنيها تشبيحاً ويدها اليسرى للعالم تسوّلاً!
أقصى ما يمكن أن تفعله وهذا من شيَمها، دفن رأسها في الرمال! لكن لم يعد لدينا رمال! فالكسّارات التهمتها والمنتجعات البحرية صادرتها والتعدّيات النهرية شفطتها! فطمرَت رأسها بالنفايات! النفايات التي حلّت محلّ الرمال والصخور والأشجار.. وطمرَت بحرنا وجبالنا وأنهرنا! عصارتها لوّثت بيئتنا وحريقها سمّم هواءنا!
يتكلّم بعض مسائيل الدولة الثقيلة والمتثاقلة عن الفرز! وهي التي فرزت شعبها طوائف ومذاهب وعشائر وقبائل! لكنها لم ولن تتمكن من فرز النفايات لأن عقلها لا يفرز إلاّ وفقا لمصالح وأهواء ومنافع ساستها! هي التي التهمت أموال البلديات لمصلحة شركات النفايات! وهي التي تطالبها اليوم بتحمّل المسؤولية!
هي التي استسهلت إقامة المطامر على حساب هواء الوطن وبحره وبرّه، وغضّت الطرف عن مئات المكبّات العشوائية على حساب صحّة المواطن! هي التي تسوّق للمحارق على حساب نفَس الإنسان وبيئة لبنان! هي التي باعت واشترت من حِساب الناس وعلى حِسابها!
هي التي ارتهنت للدويلات، فأضحت دولة النفايات غارقة في نفايات الدويلات!
انطوان ابوجودة