ذكرى محاولة إغتيال …
منذ أربعة أشهر وفي كل رابع من كل شهر ندفن جزءًا منّا. هذا العام حمل في طيّاته المصيبة تلوَ الأخرى لكنّ مجزرة الرابع من آب كانت نقطة فاصلة! ببضع دقائق تحوّلت الألوان الى سواد ودمّ وأصوات الحياة الى نحيب وموت والشبان والشابات الى صوَر وأحباؤنا الى ذكريات وتوقّفت عقارب الساعة عند السادسة ودقائق ولم تتحرّك بعدها! ونحن … نحن الذين لم يأخذنا غدر وإهمال بعضهم وجبن واستزلام بعضهم وتخاذل وتغاضي بعضهم الآخر، نحاول أن نبحث عن سبب لننهض من فراشنا صباحاً ونرتدي وجوه التأمل بالفراغ ونحمل على أكتافنا أفكار الذنب والعجز والمجهول وتصوّرات أحباب نستمر لأجلهم خوفاً من أن يصبحوا صوراً على الحيطان…
قد تكون هذه الكلمات محزنة ولا أثر للأمل فيها لكنها قصّة صغيرة من عمر شعب يحبّ الحياة ويرفض الموت إنّما الموت لا يعرف كيف يتركه بحاله. إنها قصّة في حياة شعب بطل، شعب أحبه الله كثيراً حتّى أعطاه أرض لبنان التي لم تكن يوماً له وحده والكلّ أراد مشاركته فيها. كما شعب لبنان عنيد كالأرز كذلك لبنان! لبنان العزيز على قلب الخالق لا يموت. وكلّما اقتربت نهايته قام من جديد ليبرهن أنه أقوى من كل المصاعب ومن كلّ خيانة ومن كل مؤامرة ومن كل سلاح وأسمى من كلّ سمسرة وضيعة وأكبر من حجمه على خريطة العالم بكثير. لبنان الذي يصدّر كباراً الى العالم لا يمكن أن تقتله مجموعة أراعن “حاكمة”. وتلك الثورة التي تولد في قلبنا عندما نحب لبنان لا يمكنكم إخمادها وكلما قتلتم فينا جزءاً أشعلتم نارها أكثر. شهداء غدركم لن تذهب دماءهم هباءً وحسابكم ليس ببعيد وسنسترجع منكم أشلاء هذا الوطن وسنعيده أرضاً تستحق إسم لبنان!
اليانا بدران