روبير غانم.. سقط نحو هاوية المجد!
ما همّ أن تكون الأديب الشاعر الناقد الفيلسوف وأنت أيها النبيل قبل أي صفة أخرى روبير غانم القديس بمشاعرك ومسلكك وإنسانيتك، تشبه النهر المشعّ صفاء، الذي يتغلغل حبّاً في بطن الأرض، ويتفجّر غضباً وعتباً في عمق عروق الشجر، ينبت الورق الأخضر من بين الصخور، وفي الغابات والبراري، ليتحوّل القمح الذهبي المنتشر في السهول والجلال بين يديك الى خبز أبيض يتلوّى كزهرة برّاقة في منتصف البحيرة، وينتصر الشعر يترنّح على خدود الأطفال أملاً وفرحاً…
أيُّها الهارب من التاريخ على اكتافك سلات الحزن وجرار القهر والألم، دونك لا أشجار تتراقص مع الربيع، تسقط كعكاً في أفواه الفقراء والجائعين، لا ألوان ترسم لنا لوحة الحريّة، نشرب أمنياتنا في أكواب الماء الملوّثة بالطين والسواد، ليهوى الحب في الشوارع المشطورة كثوب ممزّق.
هل أخطأت الدرب أيها الصديق، أم العكس؟! سقطت عن درج القرية نحو هاوية المجد والقداسة، حيث تسرح الفراشات دون خوف وتسافر الحمائم مع السفن الراسية نحو خزائن المعرفة، هناك لا مجال لصدفة، لرصاصة تحكم علينا بالاعدام، لرجل يعمل على أزرار الكهرباء، لأطفال من كرتون، كحبر أسود عتيق يدعس على القصص والحكايات الجميلة.
روبير غانم أيها القديس، عجوز أنت في متاحف الشرف. اغترب لك الدروب والمحيطات.
سطّر من جديد خرائط الحق فوق قرميد الضيعة وجرس الكنيسة.
اكتب الاسماء الحقيقية على جبين السماء، اقتلعها من عيون الملائكة قلائد لؤلؤ من الثلج الأبيض. اسرق الحروف عن ثيابنا ودعها تسقط مع المطر والعواصف شعرا، ادبا، نقدا، فلسفة، قداسة…
وفي كل يوم أيها الصديق الحبيب فجر جديد وشمس مشرقة.
جهاد قلعجي