رَحَلَت !
… دُفِنَت بثوانيها ودقائقها… بأيّامها وشهورها … في مَقبَرَة الزمان … وخَلفها ظلال بُؤسٍ ومَرَضٍ ودَمار … حُرِمَت،كما هي فَعَلَت بكثُر، من مراسم الوداع ! لأنها ملعونة … بوبائها بفَقرها بجوعها … بحبل نوائبٍ لا ينقطِع !… حَلّت مَصائبها في كلّ بقعَةٍ من بِقاع المعمورة … وفي لبناننا لم تَرْحَم شعبه وأرضه… من وَجَع ! راكَمَت على الوباء … اهتراء اقتصاد وضيق عَيْش … و”انفجار” ! … رَسَت مراكبُ بيروت في ميناءِ الرَماد … “الواقِعة” على البحر الأحمر المتوسّخ! أحمر، من دمٍ مهدور … متوسّخ، من شرّ وفساد … ومن نومِ ضميرٍ وإهمال! … سالت دُموع “صنين”، حارس العاصِمة على ما عَايَن تحت ناظرَيه ! وتَشَلَّعَت شبابيك بيروت … لتكشِف عن أفقٍ مَسدودٍ و غَضَب ! … رَحَلَت إذًا، فإلى غير رَجعة !… وَكنّا، كُلّما عَادَت الذكرى نُوَدّع “الطليقة” بفرَح التحرّر ونَستقبل “العَروس” بالطبل والزمر والزغاريد … بالأمس، غَابت الأعراس ! غلَب الخوف من مُستقبلٍ مُبهَم ! سَيطَر غموضٌ حائر ! بانتظار أن تَفُضّ الوافدة حَقائبها … وينكشف المستور … مع التمنّي باحتفال “الخلاص” في الآتي من الأوقات … ولأنّنا أهل الأمل والرجاء أطيب التمنيّات …
ظافر سليمان