“زعماء أبو “شخطة”!
بشخطاتِ أقلامِهم المتعاقبة من ولاية إلى ولاية، هدّموا مفاصلَ البلد ومقدّراتِه وعلاقاتِه مع الدّول الصّديقة والشّقيقة، ودّمروا علاقاتِهم مع بعضهم البعض وسَحَلُوا البلد ومَن فيه. أحدثُ شخطة قَلَم هي مع دولة الكُويت وقبلَها مع المملكة السّعودية والغرب. وكلّ ذلك بسبب وزراء أبو “شخطة”.
لا يحسَبَنَّ أحدٌ أنّ رجال الإستقلال الذين مجّدوهم في كتب التّاريخ المدرسيّة كانوا حقيقةً أتقياء وأصحاب أيادٍ بيضاء ونوايا صالحة. لا! بل هم الذين أسّسوا Club “رؤساء ووزراء أبو “شخطة”. لنعدْ إلى زمن بائس وهو زمن توقيع اتّفاقيّة القاهرة عام 1969 والذي جرى في القاهرة (مصر) بغرض تنظيم الوجود الفلسطيني المسلّح في لبنان إذ قام الرئيس اللبناني آنذاك شارل حلو بإرسال وفد لبناني برئاسة قائد الجيش إميل البستاني إلى القاهرة للتحادث والتفاوض مع ياسر عرفات وتحت إشراف وزير الدفاع المصري محمد فوزي، ووزير الخارجية المصري محمود رياض، وعلى أثر هذه المفاوضات وُقّعت اتّفاقيّة القاهرة التي شرّعت للفلسطيني حمل السّلاح من لبنان ضّد إسرائيل، وكلّ ذلك بفضل “زعماء أبو شخطة”، وهؤلاء الزّعماء أنفسُهم كانوا رُعاةً رِعَاعًا للمخيّمات الفلسطينية المدجّجة بالسلاح.
لنهبط إذاً إلى أرض الواقع، ولنعالج الأمور بالعودة إلى جذور العلّة، وكما قال شاعر العصر العبّاسي أبو نوّاس، يومًا في قصيدته بعنوان “دعْ عنك لومي”: “وداوِني بالتي كانت هي الدّاءُ”، مع العِلْمِ أنّه خلال مداواة العلّة قد يتضرّر الجسمُ كلّه، ولكن لا بدّ من المرور بهذا المخاض لتطهير كافّة أجزاء الجسد، الذي هو الوطن. (حتّى لو لم يكن قصد الشاعر كما قصدنا، ولكن جاء هذا القول في مكانه).
إدمون بو داغر