سلامة التحقيق!
استجوب المحققون الأوروبيون هذا الاسبوع شهودا ومتهمين في القضية التي رُفعت بحق رياض سلامة بتهمة تبييض الأموال وتبديد المال العام – بمعنى الاختلاس. ومن بين الشكوك بحق “الحاكم” أنه استخدم الأموال العامة لدفع جزء من الدين الوطني على حساب حاجيات حيوية، ما زجّ شعب برمته في دائرة الخطر.
ينكر سلامة كل التهم الموجهة اليه، مؤكدا أنه أدى واجبه بشفافية وصدقية، ومع ذلك يعتبر العديد من المراقبين الغربيين أن الأزمة الحالية الحادة هي نتيجة “مناورات تسويفية” مفادها الهروب إلى الأمام وليس إدارة الملفات أو حلّها.
من الصعب التنبؤ بنتائج هذا التحقيق والعقوبات التي قد تصدر ضد سلامة، فالأمر يعتمد على قوة أدلة الادّعاء والدفاع، لكننا نعلم أن المحاكم الاوروبية مصممة، سيّدة، ومستقلة. وإذا كانت التهم بعمليات تبديد وتبييض الأموال ثبتت، فمن المحتمل أن يصل الحكم على “الحاكم” الى درجة العقوبة بالسجن وغرامات لا يستهان بها. لكن لن يكون وحيدا!
ما ورائيات التحقيق!
من المهم التأكيد أن هذا التحقيق لن ينتهي غدا ولن يقتصر على زيارة واحدة. ومن يعتبر أنه من الممكن تضليل المحققين من قبل اشاوس المافيا الحاكمة لا يدرك قدرة هؤلاء وخبرتهم العالية لجهة تبيان الحقيقة من خلال ربط الدلائل وكشف التناقضات. علما ان ماورائيات ملف سلامة تسليط الضوء على ارتكابات المسؤولين السياسيين بل جرائمهم، لأن الجميع يعلم أن هذه المنظومة هي أساس المشكلة وسلامة ليس الا اداة من الادوات التي استخدموها لنهب المال العام.. ولا يزال النهب على حاله!
والأهم أن التحقيق يتم من قبل محاكم دول أوروبية، وليس سلطات لبنانية فقدت مصداقيتها ومشتبه بها، لذا من المرجح أن يصل الملف الى خواتيمه بعيدا من التسويف والتدخلات السياسية. خصوصا ان قوانين جديدة هي قيد الإعداد في البرلمان الأوروبي ستعطيهم الإمكانيات اللازمة لملاحقة من يعتبرونهم “قتلة الشعب اللبناني”. لذا لن يقتصر المشروع على “كبش فداء” اكان سلامة او غيره، بل سيكمل المسار صعودا ليشمل “رأس الأفعى” أي الرؤوس المدبّرة التي لا تزال تعتقد أنها “محمية”.
جوزف مكرزل