سنحاسبكم وراء الستارة!
على أبواب المعركة أدار ظهره أنزل سلاحه ورحل وتركهم يتخبّطون بأنفسهم من سيترشح ومن سيقف على خاطره؟ من سيمسك واجبًا معه ومن سيمضي في طريق معركته وحيداً أو يستمتع ويتلذذ بالقتال على استقطابه بين هذا الطرف وذاك ليختار الافضل له ويخوض في صفه معركة النيابة.
بغض النظر عن الاسباب شعر الحريري الصغير بأنه عاجز أمام هذا الهول من الازمات التي قد يكون ساهم ببنائها على مر سنوات مشاركته في الحكم وإدارته للحكومات وقرر أن يجلس جانباً معتكفاً ينتظر ما تخبئه الايام من مستجدات تحدد مصيرنا كشعب مذلول.
توازياً، يستمرّ زملاؤه في الطائفة بالتأكيد والاصرار على أنهم لن يحذوا حذوه مع ان أيديهم ملطخة بسنوات من الفساد. وكذلك آخرون من زعماء الطوائف أمام هول المآسي اختاروا ألا يستتروا وألا يصمتوا، فتحوا أفواههم الكاذبة وشرعوا يصدرون المواقف والبيانات وأطلقوا جيوشهم الالكترونية لقيادة الحملات في محاولة لتبييض وتلميع صورهم.
أيها التافهون، نحن لم نصل الى الحضيض بل تخطيناه بأشواط، نحن في عزّ هذه العاصفة، همّنا التدفئة وأنتم لا تريدون تأمين المازوت ولا تسيطرون على مافيا المولدات أو تسعون لتأمين بضع ساعات من التغذية الكهربائية وليس لديكم ما يقال في هذا الشأن سوى “مش أنا سرقت” و”كان بدي ما خلوني”! لذا لا تهمنا مشاعركم ولا تفيدنا تأوهاتكم وخطابات الملامة التي تملؤون بها المنصات.
أيها الوقحون، طرقاتنا تغمرها المياه، تكسوها الحفر، لا إنارة عليها ولا أمان، السلاح المتفلت يسقط ضحايا كثراً، نحن نموت يومياً ألف ميتة وأنتم تستعرضون في بيانات عمليات “نوعية” تقبضون فيها على مروج مخدرات بجيبه 2 غرام من الحشيشة أما مصانع الكبتاغون التي تصدّر شحنات بالاطنان فلا تعرفون عنها شيئاً!
ضقنا ذرعاً من عروضكم المسرحية، محاسبتكم آتية من وراء الستارة!
اليانا بدران