سيادة منزوعة وشرعيّة غير مشروعة..!
تغيبُ السّيادة عن مؤتمر بغداد، بغياب سيادة العراق على أرضه وقراراتِه والتي تُتَرجَمُ بالسّماح له بتحديد تحرّكاتِه السياسيّة والدّيبلوماسيّة كدعوة دولةٍ دون أخرى.
بدايةً قد لا يتمكّن العراق من استثمار بل قطفِ ثمار هذه القمّة من أجل معالجة أوضاعه الداخليّة المتهالكة، ناهيك عن الغموض الذي اعترى “أجندة” هذه القمّة والتي في أغلَب الظن وبحسب شهودِ عيان (صحافيّين ومفكّرين ومحلّلين سياسيّين) لن تُفلح لا في تقريب ومُصالحة ما هو مُتباعد ومتنافر بين إيران والسّعوديّة (والخليج عمومًا)، ولا في لجمِ سلطة الإرهاب السلفيّ التكفيريّ الذي تغَلْغَلَ منذُ زمن في أوروبا والذي سيكون واحدًا من مسبّبي سقوطِها عمّا قريب ومعها الاتّحاد الأوروبيّ غير المُتجانس في الأصل (وتتعدّد الأسباب).
أمّا في شأن دعوة لبنان إلى المُشاركة في قمّة بغداد، فشأنه شأنُ سوريا الأسد الظلاميّة والمُمَانِعَة للانفتاح والحوار. عدم دعوة لبنان للمشاركة في القمّة يعني أنّه دولة منزوعة السيادة وحتّى الشرعيّة وذلك لعدّة أسباب وأبرزها: غياب سلطة تنفيذيّة تُدير شؤون البلاد العمليّة والإداريّة والسياسية – الديبلوماسيّة وقادرة على طرح مشاريع تنفيذيّة أمام رؤساء وممثّلي الدّول، وإذا ما استمرّ هذا العهد المُتهاوي على هذا النّهج بتحالفه مع السياسة الكيديّة والرفضيّة والتهميشيّة التي ينتهجها الحزب الإلهي بحق أحزاب وأفرقاء آخرين ومحاور وازنة في السياسة العالميّة، فلن يذكره التّاريخ حتّى ولو بربع جملة من صفحته الأخيرة.
ختامًا، ما هو موقف بل شعور “فخامتِه” أنّ كلّ رؤساء الدّول وقادة المنطقة العربيّة دُعُوا إلى قمّة بغداد باستثنائه وبشّار؟ المعادلة والنّتجية: الشرّ لا يولّد سوى الشرّ والكيديّة لا تولّد سوى الكيديّة أمّا التّواضع المقرون بالحكمة والحوار فيولّد القوّة والنّجاح.
إدمون بو داغر