شعب جبّار يحكمه أقزام
البلد غير مُفلس كما يدّعي البعض، لكنه قابل على الإفلاس في المدى المتوسط إذا استمرّوا في سياسة النكايات، النهب، المحاصصات واستغباء الشعب اللبناني وتفريقه. مشكلتنا اليوم الضباب الذي ادخلتنا فيه حكومة التهنئة-الذاتية التائهة في دهاليز الأرقام المتناقضة والسياسات المتضاربة. ضباب في الرؤيا، ومصدر القرار، والمسار والمصير.
رغم محاولة بعض الوزراء تحقيق تغيير ما، ان حكومة الدياب فقدت انيابها، هذا إذا اعتبرنا انها كانت موجودة، بعدما ارتطمت بانقلاب عرّابيها عليها. ملامتنا انها لم تحاول حتى ان تستفيد من الظرف المُتاح لاستعادة سيادتها وحرية قرارها، لمحاسبة الفاسدين، وتنظيف المؤسسات، واستعادة الأموال المنهوبة، بل اكتفت بالرضوخ لمَن سمَحت لهم ان يكونوا جلاّديها. اما تحميل معارضيها الفاسدين-الناقمين وزر فشلها، ففي الأمر هروب مُشين الى الأمام.
لذا لا داعي ان “تتبكبكوا” غداً على فقدان سلطة لم تحافظوا عليها كأحرار، في وقت كانت ذرّة من الشجاعة كافية لقلب المقاييس.
رغم هَيمنة “حاميها حراميها” عليها، وفقدانها ثقة الشعب، الحكومة باقية كونها أفضل الممكن في ظل الخلافات الحادّة بين اركان السلطة. لا نراهن على إنجازات ضخمة ستحققها الحكومة، لكننا نأمل ان تعمل على الأقل على ردع شبح الجوع، لأن مسارنا الإنحداري في بدايته.
شعبنا جبّار ولو حكَمه أقزام، لذا اليأس ممنوع. لبنان لن يزول ولو ضعُف، ان دول القرار لا تزال تعتبر ان وجود بلاد الأرز ضرورة، ولو وافقت اليوم على زجّنا في نفق مظلم وأليم لأسباب تتعلق بمخططات جيو- استراتيجية تُعيد النظر في خرائط دول المحيط وانظمتها.
من هنا نقول: عَضّوا على جرحكم أيها اللبنانيون. أيام صعبة تنتظرنا لكننا سنتخطّاها بصلابتنا وإيماننا. كما بدعم من أصدقاء لبنان.. وهم كُثر.
جوزف مكرزل