شكراً لك ايها القدير!
شكراً لك ايها القدير على الرغيف الساخن وجدته داخل غرفتي، ينتظرني.
كنت على يقين على مدى كرمك، وانك عمقاً عالم بمدى جوعي ويأسي، فكنت السبّاق في تكريمي وتهدئتي.
ولكن عذراً أيها القدير، ان تجرأت وسألت:
ماذا عن الغد، بعد الغد، وبعد بعد الغد؟
هل ستمطر السماء خبزاً وسمكاً؟
هل سيغمر المطر الجسد اليابس ليشعّ الأمل من جديد وتعود الفراشات مع الفجر لتلعب بحريّتها وبهجتها، وينتشر الفرح على اغصان الشجر وعتبات المنازل؟
أم ايها القدير سنتلاشي ضعفاً، ابحث عنك في عمق الغابات والوديان فلا اسمع سوى ترداد الصدى؟
قبل ان اركب القطار نحو محطتي الاخيرة صحيح ان حياتي قد سرقت واحرقت قصائدي، لكن ما من احد سيتمكن من انتزاع خيوط الزمن التي حفرت على جبيني كل واحدة منها تروي قصة وحكاية انتشرت مع زبد البحر على الرمل الاحمر.
جهاد قلعجي