شماشيم الحكم!
يقيمون الإحتفالات والنشاطات حول النباتات وينظمون سهرات ملاحقة النجوم وتزيين السدود ونحن جلّ ما نطلبه عملاً يكسينا يطعمنا ويأوينا.
يدعمون الحملات حول حقوق الفراشات والقطط والزواحف ونحن نموت من الأمراض السرطانية والفيروسات الغريبة العجيبة الناتجة من تراكم النفايات في الشوارع، ومن تلوث المياه التي نسبح فيها ونتحمم بها ونشربها، ومن تلك الغمامة السوداء التي نتنشقها متمسكين بحياة نكاد نموت فيها وأعيننا مفتوحة!
كيف نبقى في دولة جل ما تفعله هو سحب ذلك الربع معاش من جيوبنا ونخر ما تبقى لنا من أمل في الغد.
الطرقات التي تزدحم لتجعل يومنا أصعب ومدعاة للكفر يذهبون فيحفرون فيها في ساعات الإزدحام كي يزيدوا على معاناتنا معاناة، ولا نفهم سبب الحفريات. ثم يغيبون عن إعادة تزفيتها لأشهر وفي بعض الأحيان سنوات! وكأن السبب الوحيد هو قبض مبلغ على وَهم-عمل لم يبدؤا به فلِمَ يكملونه؟!
وأما الكهرباء التي لم نلمح نورها منذ بداية الصيف الا دقائق لا بل لحظات، ابتكروا لحلّ أزمتها، بدعة تسعيرة المولدات وتركيب العدادات فسوّقوا لعداداتهم تحت شعار مصلحة المواطن وجيبه، ثمّ زادوا التقنين فأصبحت فاتورة المولد 4 أضعاف فاتورة الكهرباء المقطوعة!
وهم يقومون بجولاتهم المناطقية والخارجية ويحبكون السيناريوهات عن عقوبات وموازنات وديون ومساعدات ويدّعون قوة شمشوم في الحكم ورائحة النفاق والفساد والفشل تفح منهم!
راهنّا على قوّة هذا العهد فأصبنا بخيبة الأمل!
لا يليق بكم الكرسي وليست لكم الزعامات، مكانكم ليس في المجالس وسلطة القرار يجب أن تسلب منكم. الأجيال التي سبقت أكلت نصيبها وتحتمل رواسب حربها. ونحن ذنبنا أننا جيل ما بعد جيل الحرب تشربنا أفكارهم الإنقسامية لكننا نحاول حبّ الوطن من بعيد، لكن الحسرة كل الحسرة على مواليد اليوم يحملون ذنب هذه الهويّة بسبب شماشيم الحكم أصحاب القوة الدونكيخوتية!
اليانا بدران