صحوة ضمير!
حياتنا.. خلاصنا.. نهايتنا.. كلّها مطبّات وجوديّة، تختصر مسيرتنا الزمانيّة!
جئنا.. كبارًا، و نرحل.. صغارًا!
وبين المجيء والرحيل يغمرنا نُضجٌ ، نظن أنّه الخلاص!
ولكن أسفنا أن الزمان أسرع بكثير من نُضجنا، وكومضة البرق ينتهي العمر بلحظة، ونصبح في طيّ النسيان!
ما بالكم أيّها السياسيون؟ العمر يمضي وأنتم لم تدركوا بعد أنّكم اقتربتم من الصغر المرفوض!
بالطبع، انتم تدركون الفرق بين المجيء والرحيل، ولكنّ نسيانكم الزمنيّ، يشدّكم إلى اعتلاء منابر التعالي، ظنًا منكم أن هذا النوع من الصغر ليس إلاّ قطيعة يمرّ بها البشر العاديون. أما أنتم تظنون أنّكم ” شعبُ الله المختار”، بينما الواقع مغاير تماما.
تخبرون وتزعمون وتصادقون وتنصحون، وبالنهاية كلّها أفعال مضارعة مستقبلها المزعوم، يعاني من فشلٍ ذريع، يتوغل فيه زعماؤه، جاعلين علامات الوقف ” الترحيبية” مجرد دمًى يحركونها على هواهم، متناسين أنّ هذه الدمى قد نضجت وكبرت، وبدأت تدوِّن على صفحاتٍ بيضاء عناوين الحسابات التي ستدفع عاجلاً أم آجلاً بين الهنا والهناك، كحرف الكاف الذي يعكف العقول، وحينها لا يبقى إلا صرخات الندم المستيقظة من ” نومة المجهول”!
هذه المرحلة من السياسة هي بالطبع مرحلة توافقيّة، همّها الإلفة والتواصل واحترام الآخر، بينما في المقلب الثاني لا نلحظ إلاّ العصبيات والقوانين المبرمجة المنطبقة على شخصيات طائفية، عنوانها الأساس: مسيحي، مسلم أو درزي. أيعقل أن القوانين بفضلكم أصبحت ألْسنة “تقسيمية”؟ وبالتالي كيف للوطن أن ينهض، ما دامت ذهنيات “التكبير والتصغير” هي التي تحكمنا!.
عاهاتنا “الحياتيّة” مفروضةٌ علينا منذ بدء التكوين، ولكنّها مع المخلّص تحوّلت إلى مراسيم إنقاذية من أجل خلاص البشرية!
أما أطماعكم، ويا للأسف الشديد ما زالت تتمدد، وكأن الأجيال الصاعدة ليس لها الحق في الانخراط داخل معاييركم السياسية، رغم الخطابات التبشيريّة التي هدفها التغيير، لا تُقابل إلاّ بالتهميش!
سبيل خلاصنا محفور في أذهاننا، وبخاصة في هذا الزمن المبارك، زمن القيامة!
سنحمل معنا سؤالنا الخلاصيّ إلى الأبديّة، لأنّنا لن نحصل عليه إلاّ في الأبديّة المنتظرة!
لماذا أوصلتمونا إلى هذه المرحلة من اليأس الحياتيّ؟ وكأنّ مصير الفقر والتجرّد، أصبح مصيرنا الحتميّ!
لماذا تبعدون كل البعد عن هذه المرحلة المؤلمة!
عسى أن توقظ آلام السيّد المسيح .. صحوة ضمير!
صونيا الاشقر