صلّوا من أجل ألاّ يكون عبورنا لذلك النفَق مُخيفاً ومُريعاً!
…إننا أمام عملية تفجير للنظام اللبناني.. نظام قديم يسقط، ونظام جديد يقوم، محميات تتهاوى وتتخلخل جذورها، ولكنها قادرة على زعزعة الأرض من حولها، وتقويض البنيان..
نظام جديد يقوم لكن ليس كما يتمنّى طيّبو القلوب وأصفياء العقول وأبرياء النفوس!.. يمتطيه بعض مَن كان شريكاً في النظام القديم!
حروب سياسية واقتصادية واجتماعية واستخبارية! صرخات مطلبية تُطيح بها أجندات سياسية! أزمات معيشية تستغلّها أجهزة استخباراتية! هتافات شعبية تستفيد منها أطراف إقليمية! معاناة إنسانية ضحية حسابات ومحسوبيات سلطوية!
نزاعات دولية وإقليمية تُصرف في الساحات المحلّية! مؤامرات خارجية تُنفّذها رؤوس داخلية!
بلوكات نفط وغاز وما تخفيه من ألغاز! ضغوطات نازحين ولاجئين! صفقة القرن وصفعة التوطين!
وُضعت خطوط التقاسم لكن النيّات غير صافية، والتسويات على حساب الناس كل الناس! ومن حِساب الناس كل الناس! … لكي تُصبح للناس آذان دقيقة لا تسمع إلاّ ما يُقال لها! وألسِنة طويلة لا تحكي إلاّ ما يُكتب لها! وعيون مُزغلَلة لا ترى إلاّ ما يُهيّأ لها! وأمعاء خاوية رهينة ما يُقدَّم لها! وجيوب فارغة تتسوّل ما هو لها!
وكل هذه السموم تجري في الجسم الحيّ لكل الذين يقاومون، أو يعترضون، أو حتّى يُشكّ في أنهم يعرفون! معارك دونكشوتية وبطولات وهمية يسجّلها قبضايات بالأجر، فوضى قديمة تندثر وفوضى جديدة تُخلق! إنها لحظة موت نظام قديم، ولكنّه موت بلا ميلاد…
عملية اغتيال يرث فيها القاتل تركة القتيل، تُقطع رؤوس كلّ الذين يبوحون بالسرّ، وتُفقأ عيون كلّ الذين رأوا ولم يشيحوا بنظرهم! تُقطع ألسِنة كلّ الذين يمكن أن ينطقوا بالكلمة الممنوعة! تُسلخ آذان كل الذين سمعوا أو ممكن أن يسمعوا ما لا يجب أن يسمعوه! ظُلمات فوق ظُلمات…
صلّوا من أجل ألاّ يكون عبورنا لذلك النفَق مُخيفاً ومُريعاً!
انطوان ابوجودة