صنوبرة منزلنا!
أهل الوطن افتدوا لبنان … وأهلُ الدّولة حرقوا لبنان!
لقد تعبنا من “الطّلعات والنّزلات”، وفي الحقيقة، الواقع يقول: إنّ “الطّلعة” لم يعد لها من وجودٍ في قاموس السّياسة
اللّبنانيّة، فقط وجود “النّزلة” يتبختر، والقويّ يستطيع إيقافها، فالتّهديد الخارجيّ ينهال على “نافوخه” مثلما تنهال صاعقة كانون على رأس صنوبرة منزلنا اللّبنانيّ الضّعيف.
أوجاعنا بأنواعها كافة، لا تعدّ ولا تحصى، ولم يبق لنا غير نسمةٍ ربيعيّة، نستقبلها بضحكةٍ صيفية، لعلّنا نحصد مواسم مستقبليّة، همّها المصير الجديد، الذي سيكتب لنا بعدما بُحت صنوبرة منزلنا، وهي تحاول عناق سحاب السّماء الزّرقاء، بعد أن طاول اسودادها أعماق قلوبنا الصّامتة.
من عادة الزّعماء أن يكون لديهم “زلم” تُستعمل عند الحاجة، وهذه العادة تكبر قيمتها مع اقتراب موعد التّحديات الانتخابيّة بأنواعها كافة، فكيف إذا كانت تتعلّق بالانتخابات الرّئاسيّة؟ فهنا بيت القصيد، مع العلم أنّ المواقف الهجائيّة تفاقمت آهاتها، ولكن عن أيّ هجاءٍ نتحدث بعدما أصبحت آذان المرشحين تعاني من “الطّرش”الانتخابيّ؟!
ألا يكفيكم المساعي التي جعلت من سوريا رأس الحربة لسياسة الشّرق الأوسط؟! العجيب في الأمر أنّه على الرّغم من ناطحات السّحاب الخارجيّة، العدائيّة لسياساتها، نراها اليوم السّباقة في كلّ المجالات… ولكن نحن اللّبنانيين الصّادقين، لا تهمّنا الخطابات، بل تهمّنا الأفعال النّابعة من كيانيّة لبنانيّة مصيريّة، لأنّ مصيرنا الرّئاسيّ لم يعد بحاجةٍ إلى زعيمٍ يتنزّه في الشّوارع الرّئيسة، بل إلى زعيمٍ يتنزّه في الطرقات والزّواريب الضّيقة، لأنّها وحدها يمكّنها إخباره عن مأساة صنوبرة منزلنا اللّبنانيّ الضّعيف.
فمن كثرة ” الأنين الرّئاسيّ” بتنا نستطيع التمييز بين الأنين الصّادق وبين الأنين الكاذب، لذا من فضلكم يا أيّها المرشحون ابتعدوا عن الأنين الكاذب، وناشدوا الأنين الصّادق، لعلّنا نصل معًا إلى رأس صنوبرة منزلنا اللّبنانيّ القوّي!!!
صونيا الأشقر