طاقم عاطل في زمن الباطل!
في أيام شباطية وفي ظل طبقة آذارية وسياسة أيّارية، أتحَفتنا السلطة النيسانية بمسرحية هزلية من خمسة فصول خنفشارية تخلّلتها مُشادات كلامية وقفشات برّية ونتعات حريرية..!
ليس إلاّ أنها حدثت مباشرة على الهواء في زمن كثُر فيه “أكل الهوا” الفاسد وقلّ فيه الأوكسيجين! وفاحت فيه الروائح النتنة والعفنة مع طاقم “ليس منه نوا”، دون أن ننسى اللعب بالنار وكلام من فوق وتحت الزنّار! أبطاله من زمرتي 8 و 14 آذار!
نالت في نهايتها شلّة حكومية ثقة لفائف نيابية، فتباهت وتطاوست ونفَشت ريشها على حِساب مواطنيها ونفَخت جيوبها من حِسابهم..!
وعلى هامش المسرحية لفتني حضور نائبَين إلى جلسات البار..لمان! الأول على متن درّاجة هوائية والثانية على متن درّاجة نارية في مشهد غير مألوف في الحياة السياسية اللبنانية!
لكن المشهد المألوف والمقزّز والمؤسف كان جرّاء خطابات بعض النواب الهوائية وسجالات بعضهم الآخر النارية مع ما رافقها من اتهامات بالعمالة والتواطؤ والفساد وشهود الزور.. في وطنٍ أصبح فيه سياسيوه شهودَ زور ومواطنوه شهداء، أحياءً كانوا أم أموات!
هل تعلم حكومة “إلى العمل” أن اللبنانيين مسيحيين كانوا أم مسلمين لا تنقصهم كنائس أو مساجد للصلاة، ولا مواعظ وتنظيرات، ولا مناظرات ومهاترات!
إنما تنقصهم مدارس رسمية ممتازة ليعلّموا أولادهم بكرامة، وتنقصهم مستشفيات حكومية راقية ليطببوا مرضاهم بكرامة، تنقصهم مصانع ومشاريع زراعية وفرَص عمَل ليعيشوا بكرامة! ينقصهم ضمان شيخوخة ليموتوا بكرامة!
هل تدري الحكومة المحكومة والتي هي نسخة طبق الأصل عن سابقتها! وسابقاتها!هذا الأمر؟! هل يدري بار..لمان آخر زمان ذلك؟! هل يدرون أن البيانات الوزارية الممجوجة لا تُسمن عن جوع ولا تشفي قلب موجوع؟!
إذا كانوا لا يدرون فتلك مُصيبة وإذا كانوا يدرون فالمُصيبة أعظم! والأكيد أنهم يدرون..
وكيف لنا أن نطلب العمَل من طاقم عاطل عن كلّ عمل غَير عاطل! في زمن يتحكّم به وبنا الباطل!
انطوان ابوجودة