طبول التبديل تقرع!
تتلبّد الأجواء السياسية في المنطقة ما يلقي بظلاله السياسية والأمنية على لبنان الذي يصرّ سياسيوه ان يبقى محور الصراع على جميع الجبهات. طبول التبديل تقرع، والقوى العظمى تتهيأ للمنافسة على الاحجام بعد سقوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومعه اتفاقه الضمني مع بوتين. ستنقلب المعادلات بعد تحرر إيران من العداء الممنهج تجاهها. ستتبدل التحالفات. ستتبدد الاتفاقات. ما قد ينعكس اضطرابات امنية على لبنان لأنه لا يزال الحلقة الاضعف.
هذا، والدولة من رأسها الى قعرها في كوما سريرية، والمؤسسات تتسابق لتحميل مسؤولية الانهيار الواحدة للأخرى، حتى القوى الأمنية زُجت في تصفيات الحسابات. اما القضاة فلا تسألوا لماذا تُهانون؟ لأنكم اخترتم الانصياع لمشيئة السياسيين و”وطّيتوا حيطكم” لدرجة انهم باتوا يحسبونكم عتبة يمرّون فوقها او يدوسون عليها.. وعلى حرياتنا من خلالكم.
أخطأ الفرنسيون!
المبادرة الفرنسية هي المحاولة الأخيرة لتعويم “لبنان الكبير” الذي ساهمت في تأسيسه ولم يعد نظامه التعددي قابلا للإنعاش. ينتقد البعض تعويل الرئيس ماكرون على المافيا الحالية لإنقاذ لبنان، وهم على حق من منظارهم الداخلي. لكن هدف الفرنسيين انقاذ البلد دون حرقه، فيما يعتزم غيرهم اشعال حروب داخلية تلغي الجميع.. وربما الوطن!
نعم أخطأ الفرنسيون لأنهم لم يأخذوا في الاعتبار ان في صراع الدول العظمى الخسائر البشرية للشعوب الأخرى لا تحتسب.
نعم اخطأوا لأنهم اعتبروا المواطن اللبناني انساناً، ويستحق ان يعيش مثله مثل الفرنسي.
نعم اخطأوا لأنهم لم يتخيّلوا ان المسؤولين اللبنانيين سيفضّلون الحرب على السلم، وموت شعبهم على احيائه.
نعم اخطأوا لأنهم حاولوا ان ينعشوا وطناً استنزفت دماؤه وبات جثة شبه هامدة.
نعم أخطأ الفرنسيون لأنهم يحبوننا الى حد التضحية بمصداقيتهم الدولية من اجلنا.
لا يزال الرئيس الفرنسي على وعده مواصلة “اخطائه” الإنقاذية. وكنا نتمنى ان يرتكب مسؤولونا نفس الاخطاء تجاهنا.
جوزف مكرزل