عامٌ تلوَ العام.. قشور وتفاهات!
نُطلقُ أمنية، بل رجاءً، قبل الغَوص في موضوعنا الرئيسيّ لهذا المقال: ليت الشّعوب تتعلّم وتعتبر من كلام الرب في الكتب المقدّسة، ولاسيّما في ما يخصّ الإحتفال بالأعوام المتتالية: يقول النبيّ داود: “لأَنَّ أَلْفَ سَنَةٍ فِي عَيْنَيْكَ مِثْلُ يَوْمِ أَمْسِ بَعْدَ مَا عَبَرَ، وَكَهَزِيعٍ مِنَ اللَّيْلِ.” (مز 90: 4). ويقول القديس بطرس محاكاةً للمزمور: “وَلكِنْ لاَ يَخْفَ عَلَيْكُمْ هذَا الشَّيْءُ الْوَاحِدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ: أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ (2 بط 8:3). ما يعني أنّ شعوب الأرض يا ليْتَها تفهم أنّ الإحتفال بعامٍ تلوَ العام ما هو إلاّ قشورٌ، وكان بإمكانِهم أنْ يكونوا أعمق من خلال تحويلِهِم كلّ لحظة سنةً جديدة واعتبارِهم السّنة لحظة عابرة، لأنّها كذلك في قاموسِ الله.
لَمْ يأتِ الزَّمَنُ السياسيّ بمثلِ هذا الخَلَف!
لنستَهِلّ العامَ الجديد بحديثِنا عن شخصيّةٍ قانونيّةٍ وسياسيّىة عَكَسَت من خلالِ عملِها السياسيّ والإجتماعيّ والسياسيّ وتحديدًا النيابيّ إيمانَها المسيحيّ ورجاءَها بالربّ ضابطِ الكلّ، محوّلةً ولايَتَها النيابيّة إلى رسالة. إنّه النّائب والمحامي ملحم خَلَف، الذي يُفعّلُ وزناتِه أكثر من أيّ نائبٍ آخر، وهو الذي من خلال مسؤوليّته النيابيّة زرَعَ بذورَ الإيمان والرّجاء في لبنان الغَد والواعِد وفي كلّ مهمّة ومسؤوليّة تقع على عاتق كلّ فرد.
لَمْ يأتِ الزَّمَنُ السياسيّ بمثلِ هذا الخَلَف، هو مثالُ العاملين في الحَقلِ العام، ولنكُنْ على يقين أنّ تضحيات ملحم خَلَف لن تُهدَرَ هدرًا بفضل عناية الله الذي يرعى شعبه، والذي في المقابل، سيُذِلُّ كلَّ مَن استغلَّ موقعَه في الخدمة العامّة لصناعة أنفاقٍ مُظلمة لعمليّاته الكالحة.
“يا عيب الشّوم” على سائر النوّاب الذي لم يساندوه وعلى رأسهم رئيسُهم المتغطرس، ولكن “الحكمة زَكَتْها أعمالُها”: أسيرُ وحيدًا في الطّريقِ الصحيح وعكس التيّار، على أن أسيرَ في طريق سائر الخراف المُسيَّرَة.
إدمون بو داغر