عجباً … ألا يفقهون؟؟
اتفاقية سايكس – بيكو التي أُبرمت عام 1916، كانت تفاهماً سرياً بين فرنسا والمملكة المتحدة(بمصادقة من الإمبراطورية الروسية) على اقتسام الهلال الخصيب وتحديد مناطق النفوذ بعد تهاوي الإمبراطورية العثمانية.
بعد قرن كامل على الاتفاقية التي أنتجت الكيانات القائمة حالياً في المشرق العربي، وبعد قرابة نصف قرن على اندثار الحلم العربي بالوحدة، يتجه مشرقنا العربي مرّة أخرى نحو المزيد من التفتيت الذي تُرسم حدوده هذه المرّة عبر إثارة النعرات والفتن والصراعات والحروب والدمار والنار والدم.
ورغم كل هذه المخاطر الرهيبة التي نعيشها في هذا الوطن الصغير لبنان، هناك من يطرح الآن مبدأ الفدرالية ليزجّ بالوطن رأساً في أتون المنطقة الحارق.
أصحاب هذا الطرح المشبوه يعتبرونه إعادة تموضع وعدالة بين الطوائف، بينما هو في محصلة الأمر تفتيت وشرذمة وقضاء على حُلم وطن.
للأسف، على مدى عقود تتابعت المؤشرات والدلالات على إمكانية حصول ما يحصل الآن في منطقتنا. ومع ذلك لم نفعل شيئاً، ولم نُحرّك ساكناً، وقريباً ربما «سنبكي كالنساء مُلكاً لم نُحافظ عليه كالرجال»!!
نطلب السماح والغفران من أبنائنا وأحفادنا … لأننا أتينا بهم إلى الحياة وأعددناهم كي يعيشوا ويعملوا (وربما يموتوا) في وحشة الاغتراب في أصقاع الدنيا.
آن الأوان لكي نكفّر عن ذنوبنا لأننا سرنا طويلاً كالنعاج وراء زعمائنا ومرجعياتنا الدينية والسياسية والمناطقية والعشائرية …
علينا أن نقرّ ونعترف أننا تهاونا في حقّ وطننا علينا، وفشلنا في الحفاظ عليه قوياً سليما موحداً، وفرّطنا في نعمة وهبنا إياها ربّ العالمين.
عبد الفتاح خطاب