عدالة الأرض باطلة!
تغيبُ العدالةُ البشريّة عن كوكب الأرض، المتمثّلة بعدالة المحاكم المدنيّة والوزارات وحّتى ببعض التعاليم الدينية، كما في لبنان، كذلك في فرنسا ودول العالم.
نوّاب ووزراء بلا كرامة!
داس المسؤولون اللبنانيّون على آخر فرصة مُنحت لهم ليُثبتوا فيها باختصار إنسانيّتَهم، بعدم تصويتهم على ملف جلاء مصير المخطوفين في السّجون السوريّة. داسوا على ما تبقّى من غبار كرامتهم. و”فاقدُ الشّيء لا يعطيه”. النّتيجة، هي أنّه عندما يكون الشرّ وعملاؤه في آخر أيّامهم، سيتعاظمون شرًّا وشراسة وكيديّة علّهم يكسبون غنيمة ما، لأنّهم يعلمون تمامًا أنّ زمانهم شارف على الفناء. والشّر هنا متمثّل بكلّ من يتحكّم زورًا بقرارات الدّولة اللبنانيّة. في المحصّلة كرامة الدّولة من كرامة أبنائها!
فرنسا من صدمة إلى أخرى!
ذُبحَ الكاهن الفرنسيّ Jacques Hamel من قِبَل جهاديَّيْن والمعلّم المدرسيّ Samuel Paty، والطّفلة الفرنسيّة Lola، وسواهم من الأبرياء، في حينٍ أنّ أهل وأتباع هؤلاء الضّحايا، ضحايا الإرهاب السلفيّ، لم يحرقوا سيّارة واحدة ولم يحطّموا زجاج متجر واحد ولم يقتلوا ولم ينتقموا…! لنتأمّل في الفارق بين مجتمع راقٍ ومجتمع متخلّف ومتزمّت وظلاميّ! لم تعدْ حجّة العلمانيّة وعدم التّمييز العنصريّ تُجدي نفعًا في فرنسا، بل هو ترحيل الأغلبيّة السّاحقة من “المجنّسين” والإبقاء فقط على نُخبة النُّخب منهم كالباحثين والمفكّرين. إنّ الخوف اليوم هو الذي يتكلّم في الدّولة الفرنسيّة من مجتمع دُمجَ قسرًا وقهرًا، وتمثّل هذا الخوف بسجن الشرطيّ الذي كان يلبّي نداء الواجب وغيرته لوطنه. باختصار، النّدم لن ينفع! وفي هذه المناسبة نستذكر قول البابا القديس يوحنا بولس الثاني لفرنسا الحبيبة: “فرنسا فرنسا ماذا صنعتِ بمعموديّتك”؟
وفي كلتي الدّولتين، العدالة مفقودة والكرامة منزوعة!
إدمون بو داغر